بين لقاءات "الصلحة" مشاورات انتخابية تُعزّز التحالف في 4 دوائر علوش: جمهور "المستقبل" يرتاح للتحالف مــــــع "القوات"

المركزية- في موازاة "ورشة الصيانة" للاضرار التي لحقت بعلاقة "تيار المستقبل" بحليفه التقليدي حزب "القوات اللبنانية" جرّاء "عاصفة الاستقالة" التي هبّت من الرياض في 4 تشرين الثاني 2017، والتي يتولى اعمالها "الثنائي" وزير الثقافة غطاس خوري وزميله وزير الاعلام وغالباً ما تتم خلف جدران "بيت الوسط" وعلى مأدبة عشاء الرئيس سعد الحريري، محادثات انتخابية مكوكية بين الطرفين تجاوزت مسافة الستين بالمئة من الدرب الانتخابي ستُترجم بتحالف في دوائر محددة قد يُعيد الاصطفاف السياسي التقليدي بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار الى الواجهة مجدداً.   

بوادر هذا التحالف الانتخابي الذي قد يُشكّل مدخلاً لعودة المياه الى مجاريها على خط بيت الوسط-معراب بانتظار اللقاء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع، يتعزز اكثر فأكثر، وهذا الامر قد توضحه صورة الترشيحات التي تبدأ طلائعها قواتياً ابتداءً من الاسبوع المقبل مع حسم مرشحيها لخوض معركة 6 ايار في مدينة زحلة، ومستقبلياً مع اعلان الرئيس الحريري اسماء مرشّحيه في كل لبنان في احتفال في 1 آذار المقبل في بيت الوسط كما علمت "المركزية" والذي يُلقي في خلاله كلمة سياسية-انتخابية في المناسبة.

والى ان ان يرفع "التيار الازرق" الستارة عن مرشّحيه في 1 آذار وتتبعه "القوات" في "14 آذار"، فإن التحالف بينهما قد يُترجم في 4 دوائر انتخابية هي:

1-في بعلبك- الهرمل التي تضم 10 نواب: 6 شيعة، 2 سنّة، ماروني وكاثوليكي، حظوظ التحالف تكاد تكون الاكبر بين الدوائر كافة، لانها ستعكس الاصطفافات السياسية التقليدية التي تحكّمت باللعبة السياسية منذ العام 2005 وحتى التسوية الرئاسية، اي فريق "8 آذار" في مواجهة "14 آذار"، وذلك من خلال دعم "القوات" و"المستقبل" لائحة ضد لائحة الثنائي الشيعي ومعهم "الوطني الحرّ" والتي بحسب المعلومات ستخرق بثلاثة مقاعد: ماروني، سنّي وشيعي.  

2-وبقاعاً ايضاً، تحديداً في زحلة التي تضمّ 7 مقاعد فان مشهد التحالف بينهما تتوضّح معالمه خلال ساعات بحسب معلومات "المركزية"، علماً انهما يستطيعان معاً تحقيق الحاصل الانتخابي المطلوب في عروس البقاع والذي يُقدّر بنحو 15 الف صوت.

3-في بيروت الاولى التي تضمّ الاشرفية، الرميل، الصيفي والمدوّر ترتفع حظوظ التحالف بدعمهما لائحة تشير المعلومات الى ان وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون في طور تشكيلها.

4- واخيراً في عكار التي تضمّ 7 مقاعد موزّعة طائفياً كالاتي: 3 سنّة، 2 ارثوذكس، ماروني وعلوي، قد تُسجّل تحالفاً بين "المستقبل" و"القوات" والذي وبحسب "المركزية" قطع 60% من شوط المشاورات.

وما يُعزّز فرصة التحالف ان الاجتماع الاخير الذي جمع الرئيس الحريري بوزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل في بيت الوسط لم يكن موفقاً "عكاريا"، اذ اصرّ الاخير على ترشيح القيادي في التيار جيمي جبّور (ماروني) في مقابل تمسّك رئيس "المستقبل" بعضو كتلته النائب هادي حبيش (ماروني)، وهو ما قد يرفع من حظوظ انضمام مرشّح "القوات" الارثوذكسي العميد وهبة قاطيشا الى اللائحة الزرقاء.

واوضح القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش لـ"المركزية" "ان قواعد "التيار" ترتاح اكثر للتحالف مع "القوات" لاسباب عدة مرتبطة بثوابت "14 آذار"، لافتاً الى "اننا سنتحالف تبعاً لما تقتضيه مصالحنا الانتخابية المشتركة، لذلك ستكون هناك محاولات جدّية لتوسيع رقعة التحالف في اكثر من دائرة".

ولم يستبعد التحالف مع "القوات" في دائرة صيدا-جزين، لكن بلائحة تضمّ ايضاً "التيار الوطني الحرّ".

ورداً على سؤال عن إمكانية ان يخوض التيار الانتخابات منفرداً، اجاب علوش "وضعنا مُريح انتخابياً من دون الحاجة الى عقد تحالفات عريضة، الا ان التحالف قد يُفيدنا في بعض الدوائر. نحن لا نتوقّع العجائب لكننا سنسعى الى إبقاء كتلة "المستقبل" الاولى في المجلس النيابي المقبل".