Feb 23, 2019 3:52 PM
خاص

مواجهة تعاظم نفوذ ايران في سوريا يجمع بوتين ونتنياهو
"إنزعاج" روسي مـــــن تقارب النظام صوب طهران

المركزية- كان من المُقرر ان يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الخميس في 21 الجاري، الا ان الاخير قرر تأجيل زيارته متّصلاً بالرئيس بوتين لتوضيح السبب من دون ذكره، بحسب ما افادت وسائل اعلام اسرائيلية.

ومع ان القراءات والتحليلات في اسباب تأجيل القمة بين الرئيسين صبّت معظمها في خانة إنشغال نتنياهو في منافسات الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية للكنيست، المقرر إجراؤها في التاسع من نيسان المقبل، الا ان عند تحديد موعد جديد، فإن جدول اعمال المباحثات لا يحتاج الى كثير من "التبصّر" لمعرفة مضمونه.

فالى القضية الفلسطينية، يحجز الوضع في سوريا هامشاً واسعاً من المحادثات في ظل تقاطع المصالح المشتركة بين موسكو وتل ابيب تجاه تعاظم النفوذ الايراني في سوريا. فروسيا من جهتها "مُرتابة" من تقارب النظام السوري صوب ايران ما يجعل تحالفهما اكثر صلابة مما كان من قبل، لاسيما ان روسيا تشتم رائحة صفقة بين النظام وطهران تؤمّن فيه الاخيرة سيطرتها على القرار السياسي من خلال نفوذها العسكري عبر الحرس الثوري واذرعها العسكرية "حزب الله" والحشد الشعبي، مُستفيدةً من "الفراغ" الذي سيتركه الجنود الاميركيون بعد الانسحاب الكامل من المناطق التي يتمركزون فيها.

وفي السياق، تشير معلومات الى ان الجانب الروسي الذي استعاد القوات التي استقدمها الى سوريا للدفاع عن النظام الى روسيا، ابقى على حضورعسكري من خلال خبراء وعبر مواقع للشرطة الروسية خلافا لما هي عليه حال ايران التي لديها قوى عسكرية منتشرة على كامل الاراضي السورية وهذا ما يجعل العلاقات بين روسيا وايران معقدة.

اما اسرائيل فهواجسها من دور ايران في سوريا ليست بجديدة، ولا يوفّر نتنياهو وغيره من المسؤولين مناسبة الا ويعلنوا فيها رفضهم للنفوذ الايراني في سوريا تحت اي شكل، وبادرت اسرائيل مع "قبّة باط" روسية الى شنّ سلسلة غارات وتسديد ضربات ضد اهداف ايرانية وتلك التابعة لـ"حزب الله" وتفجير مصانع ومخازن واستهداف قوافل سلاح متّجهة من سوريا الى لبنان لحساب الحزب، من دون ان ُتحرّك روسيا صواريخ اس300 او اس 400 للتصدّي للغارات.

وتشدد تل ابيب على ضرورة ان يحترم الاميركيون والروس وحتى الايرانيون الاتفاق الموقع عام 2017 والذي يحدد منطقة أمن حيوي لاسرائيل جنوب سوريا بعمق 80 كيلومتراً تكون خالية من اي نفوذ ايراني.

لكن هذا التقارب الروسي-الاسرائيلي للجم تصاعد النفوذ الايراني في سوريا لا يُخفي "انزعاج" موسكو من تصرّفات اسرائيل في الاجواء السورية، حيث تخرقها لشنّ غارات متى شعرت بتحرّك ايراني يُهدد أمنها.

وبادرت روسيا الى اقامة منصات صواريخ جديدة في مواقع محددة تمكنها من التصدي للغارات الاسرائيلية.

وإنعكس الانزعاج في تبدّل المواقف الروسية في الاونة الاخيرة من خلال عدم اطلاق الحرية الكاملة لاسرائيل في غاراتها وهو ما اعتبرته مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" " رسالة واضحة الى الداعم الاول لها الولايات المتحدة بعد توتر العلاقات بينهما بسبب موقف سفير روسيا في تل ابيب الذي قال فيه " لا يمكن لبلاده اخراج ايران واذرعها العسكرية من سوريا كما انها لا تريد ذلك، وذلك بعدما اتّفق الرئيسان الاميركي دونالد ترامب والروسي بوتين في قمة هامبورغ بأن تتولى موسكو اخراج ايران و"حزب الله" من سوريا كمقدمة لطرد الارهاب وانهائه"، لذلك، تعتبر المصادر الدبلوماسية "ان تبدّل مواقف موسكو حمل نتنياهو على زيارة روسيا لاستشراف الموقف".

وامام هذا الواقع، وجّهت ايران اتهامات الى روسيا بانها تعتمد سياسة "غضّ النظر" عن الغارات الاسرائيلية على موقعها لاعتبارات سياسية، ما ادى وفق المصادر، الى حصول تقارب ايراني- سوري تُرجم من خلال مواقف لـ"حزب الله" وللقوى المحسوبة على سوريا في لبنان.

لكن وعلى رغم توتر العلاقات بين الروسي والايراني على الارض السورية بسبب صراع النفوذ، تلفت المصادر الدبلوماسية الى "ان لهما مصلحة مشتركة في بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة والذي صمد بفضل الدعم العسكري الروسي والايراني".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o