Feb 23, 2019 12:10 PM
خاص

المنطقة الآمنة... بين الوعد الاميركي والرفض الروسي
عبد القادر: "أضنة" لا تؤمن لتركيا "أمن" الحدود الجنوبية

المركزية- لا تزال الضبابية تلف مصير الشمال السوري، ففي وقت بحث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب تنفيذ الانسحاب من سوريا، أعلن البيت الأبيض أمس أن "الولايات المتحدة ستترك مجموعة صغيرة لحفظ السلام من 200 جندي في سوريا لفترة من الوقت بعد انسحابها"، في مؤشر الى أن الضغوط داخل الادارة الاميركية على الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتأجيل الانسحاب بدأت تفعل فعلها.

وفي السياق، أشار العميد المتقاعد نزار عبد القادر عبر "المركزية" الى أن "الموقف التركي مرتبط الى حد بعيد بنجاح المشاورات التي يقوم بها الرئيس اردوغان مع كل من روسيا وأميركا، فهو لن يُقدم على مغامرة لا يرضى عنها أحدهما"، مضيفا أن "اميركا تحاول كسب الوقت من دون أن يكون لديها رؤية واضحة، وقرار ترامب بالانسحاب كان متسرعا، وانقاذا للعلاقات مع تركيا لعدم دفعها الى أحضان روسيا، لكن داخل الادارة هناك جزء كبير من المستشارين غير راضين عن القرار باعتبار أنه يضرّ بالمصالح الاميركية في المنطقة وبمصالح شركات السلاح، وبالتالي لا يجب استبعاد حصول ضغوط تؤخر عملية الخروج".

وقال إن "تركيا كما تحرص على المباركة الاميركية، تحرص كذلك على عدم إغضاب موسكو شريكتها في أستانة وفي اتفاق ادلب"، مشيرا الى أن "قضية الشمال السوري معقدة جدا، واردوغان لن يرضخ ويتنازل عن "المنطقة الآمنة" بسهولة، فهو مصر على نشر قوات بلاده ولا يقبل حتى بقوات دولية، الامر الذي يفرمل جميع الحلول التي تطرح، بانتظار مخرج يحظى بمباركة دولية ويؤمن الحماية للاكراد".

ولفت الى أن "اتفاقية أضنة لا تؤمن لتركيا المصالح الامنية التي تبحث عنها في الشمال السوري، فهي تسمح لها بالتدخل عسكريا في عمق 5 كلم، لكن عندما وُقّعت كان الشمال السوري تحت سيطرة الجيش السوري، أما اليوم وفي ظل سيطرة الاكراد، هذه الكيلومترات الخمس باتت غير كافية لتأمين الامن القومي للدولة التركية".

وأضاف أن "معارضة موسكو لطرح المنطقة الآمنة، لا بل دعم انتشار الجيش السوري على كامل الحدود التركية-السورية، من هنا أي تطور على صعيد هذا الملف، لن يكون حاسما ما لم يتبلور الحل السياسي، مع ما يرافقه من تسوية لقضية النازحين".

وتعليقا على التطورات في إدلب، أشار الى أن "روسيا ستواصل ضغوطها على تركيا لطرد الفصائل الارهابية، لكن صبرها قد ينفذ قريبا، واحتمال حصول عملية عسكرية مشتركة بينها وبين الجيش السوري يتقدم مع كل محاولة تسويف من قبل تركيا التي ترفض التنازل عن مركز نفوذ كذلك الذي تؤمنه لها ادلب ، فضلا عن المخاوف من تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى الداخل التركي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o