Feb 22, 2019 2:53 PM
خاص

بوابة واحدة لاعادة النازحين الى سوريا: المجتمع الدولي والمبادرة الروسية
التواصل مع النظام اثبت عقمه واتهـام رافضي التطبيع بمحاولة ابقائهم تجن

المركزية- وصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث لـ"المركزية" امس الاول ما يجري على مستوى السلطة في ملف عودة النازحين السوريين بـ"عملية غش كبيرة" لان الرئيس بشار الاسد ليس الجهة الصالحة للتواصل معه في ما خص تأمين عودتهم كونه فريقا في الصراع وليس حكما، "فكيف يمكن لرئيس هجّر شعبه ويهدده بالعقاب ان يؤمن عودة النازحين؟". ويوم امس، اثار وزراء القوات في جلسة مجلس الوزراء الملف من زاوية " توظيفه" في اطار محاولات التطبيع مع النظام السوري، فقامت الدنيا ولم تقعد وتحول الحزب الى متهم بجريمة "ابقاء النازحين في لبنان".

في مقاربة سريعة لواقع النزوح السوري في لبنان واستثماره في بازار المشاحنات الداخلية وصراع المحاور، تقول مصادر سياسية معنية بالملف لـ"المركزية": بعيدا من الموقف القواتي، ان معادلة تصنيف رافضي التطبيع مع النظام السوري بالمؤيدين لابقاء هؤلاء في لبنان غير واقعية، ربطا بالمصلحة المفترض ان يؤمنها هذا البقاء للحزب المسيحي،  فلو ان النازحين يمكن ان يوفروا حدا ادنى من المصلحة للقوات حتى على المستوى الطائفي لكانت المعادلة قابلة للحياة، بيد ان انتماء هؤلاء بمعظمهم لطائفة أخرى ينفي هذه المصلحة لا بل يتضارب معها.  واكدت ان اعادة هؤلاء الى الديار السورية لا يمكن ان تتم الا عبر بوابة وحيدة هي المجتمع الدولي الذي يقدم لهم المساعدات المالية في الدول التي تستضيفهم بما يشكل عامل إغراء سيفقدونه في حال عودتهم اضافة الى العنصر السياسي المتمثل بخوف السواد الاعظم منهم من العودة الى حيث ينتظرهم التجنيد الاجباري والملاحقات الامنية ومصادرة الاملاك، لا سيما بعدما تبين ان الجهد الروسي الذي وضع في اطار توفير ضمانات للعائدين بعدم التعرض لهم لم يلق صدى ايجابيا لدى النظام، فاستمرت الملاحقات وتراجعت وتيرة حركة العودة "الخجولة" التي كان يؤمنها الامن العام اللبناني بفعل جهود جبارة بذلها مديره العام في هذا الاتجاه، لم تسفر حتى اليوم سوى عن عودة نسبة ضئيلة منهم. وتسأل المصادر اذا كان التواصل مع النظام السوري يكفل عودة النازحين فما الذي يحول حتى اليوم دون اعادتهم، ما دام اللواء ابراهيم يتواصل مع من يلزم في سوريا لتأمين العودة ووزراء كثر من حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر زاروا سوريا مرارا، ولم يحملوا الى لبنان الخبر اليقين؟ ولو سلمنا جدلا ان التواصل يؤمن العودة، فلم لم يعد بعد نازحو سوريا في الاردن وتركيا الى بلادهم ما دامت سلطتاهما تتواصلان مع هذا النظام؟ 

وتوضح ان على لبنان الرسمي توجيه بوصلة اعادة النازحين نحو المجتمع الدولي، الجهة الصالحة والقادرة والمؤثرة في الملف والتعاون معها في اتجاه اقناعها باستمرار تقديم المساعدات للعائدين الى سوريا، بما يؤمن على الاقل اعادة الفريق المؤيد للنظام من بينهم، على ان يتابع الجانب السياسي من العودة مع موسكو التي قدمت مبادرة قيّمة في هذا الشأن تنتظر تبلور بعض المعطيات السورية والدولية. وحتى ذلك الحين، تنصح المصادر بتنظيم تواجد النازحين في لبنان من خلال وضع خطة لجمعهم في مخيمات في المنطقة الحدودية تماما كما فعلت الاردن وتركيا وليتكفل بهم المجتمع الدولي الى حين توافر ظروف عودتهم.

اما المضي الداخلي في توظيف الملف في زواريب السياسات الضيقة ومحاولات جذب لبنان الى المحاور، فلن يجر البلاد سوى الى الخراب، لان النظام السوري يستغل هذه الورقة في مجال كسب اعتراف رسمي لبناني به يخرق الحصار المفروض عليه عربيا ودوليا ويلجأ تاليا الى استثمارها للحد الاقصى في هذا السبيل، واي انجرار في الاتجاه المذكور يشكل سقطة لبنانية سيدفع الجميع ثمنها.

وتختم المصادر بالدعوة الى التزام معادلة فصل ملف النازحين عن محاولات بعض القوى الدفع في اتجاه التطبيع مع نظام غير معروف مصيره، لكن الثابت والاكيد ان التطبيع معه سيرتد تداعيات بالغة السلبية على لبنان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o