Feb 21, 2019 4:32 PM
تحليل سياسي

"الدستوري" يُبطل نيابة جمالي ويعيد الانتخابات وفق "الاكثري"
"المستقبل" يجتمع...و"الكرامة الوطنية": "هرطقة من العيار الثقيل"
جلسة حكومية عملية اولى ولقاء مصالحة الحريري- جنبلاط مساء

المركزية- من باب الانتخابات النيابية ونافذة الاخذ والرد حول خرق "النأي بالنفس" مجددا، بدأت الفسحة الداخلية التي أملاها تشكيل الحكومة والثقة العارمة بها وطي صفحة الاشهر التسعة من الفراغ بالانحسار، ليتصاعد سجال سياسي مشوب بالتوتر من شأنه ان يثير شكوكاً في طبيعة المرحلة المقبلة المفترض ان تضع على الرف كل التوترات للانصراف الى الجهد والعمل والاصلاحات التي ستنطلق ورشتها من البرلمان مع مطالبة الرئيس نبيه بري بفتح دورة استثنائية لاقرار قانون يجيز الصرف على اساس القاعدة الاثني عشرية وعقد جلسات رقابية على الحكومة، فيما تغوص لجنة المال والموازنة اعتبارا من الاثنين المقبل في جلسات متواصلة لدراسة تقارير قدمها التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية حول مخالفة القانون لجهة التوظيف.

ابطال نيابة جمالي: فقد خطف المجلس الدستوري اليوم الاضواء من التطورات السياسية وأبرزها اولى جلسات مجلس الوزراء في قصر بعبدا. مع اعلان رئيسه عصام سليمان في مؤتمر صحافي إبطال نيابة ديما جمالي جراء الطعن المقدم من قبل المرشح طه ناجي وإعادة الانتخابات في الدائرة لملء المقعد الشاغر في دائرة طرابلس - المنية، في خلال شهرين وذلك وفق القانون الاكثري. في المقابل، اشار الى أن ليس هناك ما يستدعي ابطال اي نيابة في دائرة بيروت الاولى، كما رد الطعون في نيابات دائرة بيروت الثانية لعدم تضمنها مبررا، وفي المتن لاستنادها الى اقوال الصحف. ونفى سليمان كل ما يقال عن تدخلات سياسية في المجلس الدستوري، قائلا: "اؤكد لكم ان اعضاء المجلس الدستوري محصنون إلى أقصى الحدود ولا أحد يؤثر أو يتدخل بهم، وانا اشهد. لذلك كل ما يقال عن تدخلات في شؤون المجلس الدستوري عار عن الصحة. وتدخلات السياسيين تقف على باب سياج المجلس الدستوري ولا تدخل إليه ابدا".

اجتماع للمستقبل: وإزاء هذا الواقع، تجتمع "كتلة المستقبل" استثنائيا في الخامسة لتتباحث في تداعيات القرار والبت في اعادة ترشيح جمالي من عدمه، وسيلتقي الرئيس الحريري قبل الاجتماع، جمالي.

الكرامة الوطنية تصعّد: ازاء هذا التطور، صوّبت "لائحة الكرامة الوطنية" التي ينتمي اليها طه ناجي على المجلس الدستوري. وقال النائب فيصل كرامي "اللائحة كان لديها ملء الثقة بالمجلس الدستوري أنه سيتخذ القرار المناسب، مشيراً الى "إننا تفاجأنا أنه استطرد بالقرار وذهب بعيداً باعتبار المقعد شاغراً". ولفت خلال اجتماع طارئ للكتلة في دارته في طرابلس اثر قرار "الدستوري"، الى أن "الكسر" كان لصالح "لائحة الكرامة الوطنية". كما غرد عبر تويتر كاتبا "أول خطوة في مكافحة الفساد، هرطقة دستورية من العيار الثقيل".

رأي القانون: وازاء صوابية قرار اعادة الانتخاب وعدم فوز اول الخاسرين أكد الخبير الدستوري صلاح حنين لـ"المركزية "أنه يجوز الوجهان، والامر يعود الى كيفية اتخاذ المجلس الدستوري قراراته والاعتبارات التي استند إليها، وحسب التقرير الصادر عن هيئة الاشراف على الانتخابات. في بعض الاحيان عند حصول طعن، يمكن للمجلس ان يقرر ان اول الخاسرين يحل محل المطعون في نيابته، وفي احيان اخرى يعتبر ان هناك اسبابا موجبة لإعادة الانتخاب. شرط ان يكون السبب مبررا ومدعما بحيثيات قانونية وفق التقرير المتماسك لهيئة الاشراف على الانتخابات".

جلسة اولى هادئة: في الجانب الاخر، عقدت الحكومة اليوم أولى جلساتها بعد نيلها الثقة، في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وبدا ان الاتصالات السياسية التي حصلت في اليومين الماضيين، سحبت فتيل اي سجالات بين القوى الحكومية حول زيارة الوزير صالح الغريب الى سوريا ومواقف الوزير الياس بوصعب من ميونيخ. وانكب المجلس فورا على درس جدول اعماله المؤلف من 103 بندا. وفي بداية الجلسة، وقف الوزراء دقيقة صمت عن أرواح الوزراء السابقين: روبير غانم، ادغار معلوف، سليمان محمد رضا الزين وسليم الجاهل. كما هنأ عون الوزراء بالثقة التي نالتها الحكومة، مشددا على "الآمال الكبيرة المعقودة عليها، ما يضع على عاتقها مسؤوليات كبيرة". وبعد انتهاء النقاش في البنود العادية في الرابعة بعد الظهر، رفعت الجلسة. وقال الوزير اكرم شهيب: طلبنا الاذن بالكلام سياسيا فرفعت الجلسة ولم نعط الاذن.

للابتعاد عن المتاريس: وفي وقت غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط عبر تويتر، قبل الجلسة، قائلا "من الافضل ان تكون جلسة اليوم بعيدة من المتاريس. ان الاقتصاد اولوية ومدخل التصحيح هو بند الكهرباء  ولا يعالج هذا البند الا بشفافية مطلقة باصلاح جذري لمصلحة كهرباء لبنان واذا لزم الامر التعاطي مع شركات محترمة ومعروفة من القطاع الخاص او الصندوق الكويتي للتنمية"، تتجه الانظار مساء اليوم الى بيت الوسط حيث يستقبل الرئيس الحريري الزعيم الاشتراكي في لقاء "مصالحة ومصارحة" سيطوي صفحة اشتباك "عنيف" عصف بينهما، انطلق ساعاتٍ قليلة قبيل اعلان ولادة الحكومة الجديدة.

لقاء المصالحة: وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" فإن المصالحة ستتم على قاعدة ان الملفات اليومية ومنها الكهرباء، يمكن ان تكون مدار نقاش ومحط مقاربات مختلفة بين التيار والحزب، الا ان هذه التفاصيل "التكتية" يجب الا تحوّل "الحلفاء" الى "أعداء". فالتحديات كثيرة والتهديدات "الوجودية" كبيرة، حيث يحاول فريق سياسي داخلي جرّ بيروت الى التطبيع مع النظام السوري مجددا، بينما تطمح ايران الى اختراق الساحة اللبنانية وضمّها، من خلال "إغراءات" عسكرية وانمائية، الى محور الممانعة في المنطقة. وهذا الواقع يحتّم على أهل "الخط السيادي" اي المستقبل والقوات والاشتراكي، إبقاء العلاقات بينهم "نقية" وأعلى من الزواريب الضيقة، للوقوف في وجه مخططات تغيير وجه لبنان التاريخي. فهم يشكّلون جبهة احتياط، إن هي سقطت سقط لبنان. وبحسب المصادر، يدرك الحريري وجنبلاط هذه الحقيقة، ولأجل مصلحة البلاد العليا، سيضعان خلافهما جانبا.

الوفاء للمقاومة: وسط هذه الاجواء، رأت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الاسبوعي ان "التصدي للفساد بند اول ملازم للعمل الحكومي المطلوب"، داعية الى "تفاهم حكومي يضع برنامجا للاولويات التي يجب انجازها لإبعاد البلاد عن المخاطر والشروع في تأمين الخدمات الضرورية للمواطنين، فيما خفض العجز ومعالجة الكهرباء والنفايات اولويات لنماذج عملية".وأيدت الكتلة  "دعوة الرئيس نبيه بري الى الاسراع في فتح دورة استثنائية كسبا للوقت وإنفاذا لمبدأ تعاون السلطات".واشارت الى ان  "للدولة الحق بالقانون ان تدافع عن حقوقها وثرواتها النفطية وهو ما تؤمنه لها ايضا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة". واعتبرت ان "الموقف الاميركي من حزب الله مرفوض ومدان ويمس السيادة وينحاز الى كيان ارهابي".

صراع عسكري؟: اقليميا، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إسرائيل بأنها "تنزع للمغامرة" بتنفيذها حملات قصف في سوريا، قائلا "لا يستطيع استبعاد احتمال اندلاع صراع عسكري بين البلدين". وفي حديث لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، لفت ظريف الى ان وجود إيران في سوريا بناء على دعوة الحكومة السورية بينما تنتهك إسرائيل المجال الجوي اللبناني والسوري بالإضافة إلى القانون الدولي. وأضاف "هناك نزعة للمغامرة من جانب إسرائيل ونزعة المغامرة تكون دائما خطيرة". ولدى سؤاله عما إذا كان يرى بوادر صراع عسكري بين إيران وإسرائيل، أجاب ظريف "كلا، لكنني لا أستطيع استبعاد الاحتمال". وفي معرض حديثه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الأحد اتهم ظريف إسرائيل بالسعي إلى الحرب وحذر من أن أفعالها هي والولايات المتحدة تزيد من احتمالات حدوث صدام في المنطقة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o