Feb 19, 2019 3:35 PM
خاص

نتنياهو في ضيافة بوتين مجددا: لقاء يحرك السكين في الجرح الايراني!
تل ابيب ماضيـة في غاراتها في سوريا... وموسـكو على "لا ممانعتها"

المركزية- فيما تتسارع التطورات في سوريا لا سيما على الجبهة الشمالية، يسود حدود البلاد الجنوبية مع الاراضي المحتلة، هدوء شبه تام، نجحت في فرضه روسيا بعد ان "أرغمت" القوات النظامية السورية وتلك الايرانية على التراجع نحو 40 كيلومترا عن التخوم الفاصلة بين الجانبين.

وفي وقت تواصل تل ابيب بلا انقطاع غاراتها الجوية على اية أهداف ترى فيها خطرا على أمنها، في سوريا، حيث لا يمر أسبوع من دون ان تقصف نقاطا تابعة للحرس الثوري الايراني وللفصائل التي تدور في فلكه كحزب الله، يحطّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو من جديد، خلال ساعات.

فقد أعلن الكرملين اليوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد محادثات مع بنيامين نتنياهو في موسكو، الخميس الواقع فيه 21 شباط الجاري. ولفت في بيان الى أن الزعيمين يعتزمان مناقشة الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا.

واذا كان التنسيق بين روسيا واسرائيل، "روتينيا" ومستمرا منذ سنوات، وقد تجاوز مطبات صعبة - كانت أبرزها حادثة سقوط طائرة روسيّة فوق سوريا خلال تنفيذ تل ابيب احدى غاراتها- وبقي ثابتا وصامدا، فإن للّقاء بين الرّجلين هذه المرة أبعادا لافتة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فهو يأتي في ظل فتور يصيب العلاقات بين موسكو وطهران، بات واضح المعالم وظاهرا لعيون المراقبين، وإن حاول الرئيسان الروسي ونظيره الايراني حسن روحاني إخفاءه من خلال لقاءات على غرار قمة سوتشي التي جمعتهما منذ اسبوع الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ايضا. فبعد ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع لـ"فيلق القدس" الإيراني في دمشق، اتهمت إيران روسيا بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال تعطيل منظومة الدفاع الصاروخي "إس 300" تزامناً مع كل هجوم إسرائيلي على سوريا. وقال رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشورى الإيراني آنذاك، ان هناك ما وصفه بالتنسيق الواضح بين موسكو وتل أبيب عند تنفيذ أي ضربة داخل الأراضي السورية. وأضاف حشمت بیشه أنه لو كانت روسيا تفعّل منظومتها الجوية إس 300، لما تجرأت إسرائيل على القيام بهجماتها بسهولة، وفق تعبيره. وأوضح في مقابلة مع وكالة "إرنا" الإيرانية، أن "نقداً جاداً یوجه إلي روسیا، حیث تعطل منظومة  إس 300" عندما تشن إسرائيل هجماتها على سوریا. وتابع "یبدو أن هناك نوعا من التنسیق بین" الهجمات الإسرائيلية والدفاع الجوي الروسي المتمركز في سوریا.

وبطبيعة الحال، تضيف المصادر، ستأتي المفاوضات الجديدة بين نتنياهو وبوتين، لتحرّك مجددا "السكين" في "الجرح" الايراني من روسيا. فخلالها سيجدد المسؤول العبري لمضيفه مضيّه في ضرب ايران في سوريا، فيما الاخير سيؤكد، وإن من تحت الطاولة، "اللا ممانعة" الروسية للاداء الاسرائيلي هذا. وبحسب المصادر، ثمة قرار كبير اميركي-روسي غير معلن حتى اللحظة بإخراج ايران من سوريا، كخطوة ضرورية لاطلاق قطار الحل السياسي، لا سيما في اعقاب اعلان الاميركيين بدء انسحابهم منها. واذا كانت موسكو ستحاول اقناع طهران بالخروج "بالدبلوماسية"، فإن تل أبيب قد تكون مكلّفة بالشق "العسكري" من هذه المهمة، اذا أخفقت المساعي السياسية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o