Feb 19, 2019 2:35 PM
خاص

مشروع "كفرفالوس": اللمسات الأخيرة قبل انطلاقه
مظلوم: تقريب المسافات وتنمية المنطقة وتعزيز العيش المشترك

المركزية- تلعب البطريركية المارونية، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي،  دوراً فاعلاً وجامعاً على الساحة اللبنانية من خلال دعواتها المتكررة الى احترام العيش المشترك وتطبيق اتفاق الطائف والدستور والتمسك بهوية لبنان الذي نشأ من التلاقي الحضاري والانساني بين المسيحيين والمسلمين. لذلك، وحرصاً منها على المصلحة الوطنية العامة، تبذل أقصى جهدها من أجل تشجيع المشاريع الإنمائية، خاصة تلك التي تساعد اللبنانيين على التجذر في أرضهم، ومنها مشروع كفرفالوس.

المشروع حلم أراد الرئيس رفيق الحريري تحقيقه في أواخر سبعينيات القرن الماضي، فاشترى عقاراً مساحته مليون وستمئة ألف متر مربّع في كفرفالوس، كان آنذاك أكبر وأضخم عقار تنتقل ملكيته من مسيحيين إلى مسلمين في قضاء جزين. وفي وقت كانت أعمال تشييد الجامعة والمستشفى جارية، تجددت الحرب الأهلية، وجرى تهجير المسيحيين في شرقي صيدا. وفيما بعد، حال الاجتياح الإسرائيلي دون افتتاح المجمّع الذي تعرض للنهب والتخريب عام 1982. ولكن المشروع "الحلم" ظل يراود أبناء المنطقة، فسعت البطريركية المارونية الى استعادة العقار من ورثة رفيق الحريري فهد وهند، وبعد مفاوضات طويلة، تم الاتفاق بين الجانبين، لاستعادة العقار واستكمال المشروع.

النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم أكد لـ"المركزية" أن معاملات استملاك العقار أنجزت بنسبة 90 في المئة، ووضع القيّمون على المشروع المخطط لبدء العمل، إنما الأمور تحتاج الى بعض الوقت، فالمشروع ضخم ويحتاج الى تمويل كبير، ومعظم الابنية الموجودة لحقتها اضرار جسيمة في الحرب، عدا أنها متروكة منذ زمن طويل وتحتاج الى اعادة ترميم. المشروع في طور التنظيم، وعندما تنتهي المعاملات سيبدأ العمل".

وللمشروع اهمية كبرى، كما أوضح المطران مظلوم: "وضعه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونظرا للظروف لم يتمكن من إنجازه، واليوم تعيد الكنيسة والمسيحيون في لبنان إحياءه وإكماله. نظراً لأهميته على صعيد التعايش الاسلامي – المسيحي من جهة، في ظل قناعة عند الفئتين ان الخدمات الطبية والجامعية ضرورية ومهمة لأبناء المنطقة وهذا عمل يلتقي حوله اللبنانيون من جميع الفئات. ومن جهة اخرى، من شأنه، متى أُنجِز، أن يقرّب المسافات ما بين جزين (الجبل) وصيدا (الساحل) أي من قبل الجهتين المسيحية والاسلامية. كما أنه يساهم في تنمية مناطق صيدا وجزين على الصعد كافة".

وشدد مظلوم على "أن المطلوب من كل الارادات الطيبة وكل الفئات ان تلتقي على الخدمة والخير والتنمية، وأهم طريقة للتقارب بين المواطنين والاصلاح هي ان يضع كل شخص يده في العمل والتعاون، ويساهم بحسب امكانياته في إعادة بناء هذا الوطن والمجتمع والعيش المشترك الذي تضرر كثيرا جراء الحروب".

من جهة أخرى، ما يتصل بزيارة الراعي التي كانت مقررة الى الولايات المتحدة، أكد المطران مظلوم "انها أُلغيت ولم تؤجل، لأن مناسبة الزيارة انتهت، إذ كان من المقرر أن يحاضر البطريرك في قمة "ليغاتوس" عن التعايش بين الأديان"، لافتاً إلى "أن لا زيارات قريبة للبطريرك الى رعايا في الخارج".

وأشار من جهة ثانية الى "أن لجنة المتابعة التي انبثقت من لقاء النواب الموارنة في بكركي ستجتمع قريباً لمتابعة القضايا التي طرحت في اللقاء الأول، لكن لم يحدد الموعد بعد".

وأضاف: "سنتابع ما بدأناه في الاجتماع الماضي، اولا استعادة المواضيع العامة التي طرحت في الاجتماع العام، والتركيز على القضايا الملحّة والعمل على معالجتها". وتابع: "لم توضع خطة عمل بعد، لأن اللجنة اجتمعت مرة واحدة، إنما بالطبع سيصار لاحقاً الى وضعها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o