Feb 19, 2019 2:26 PM
خاص

في زيارة الغريب... والرسائل السورية والردّ اللبناني!
رئاسة الحكومة تنزع الغطاء الرسمي وبعبدا تصادق

المركزية- أمس، حط وزير شؤون النازحين صالح الغريب في دمشق، والتقى وزير الادارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف بناء على دعوة رسمية، وكان بحث في سبل تسهيل اجراءات عودة النازحين بأمان. واليوم زار قصر بعبدا واضعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اجواء الزيارة والجديد السوري حول الملف، بعدما اعلن من سوريا "ان الجانب السوري كان متجاوبا جدا ومرحبا بعودة جميع النازحين" فيما اشار

 مخلوف الى أن "سوريا تعمل على ترميم البنى التحتية وشبكات المياه، وتأمين الاجراءات اللوجستية كافة لتأمين عودة كريمة للنازحين".

الزيارة السريعة التي استبقت الجلسة الاولى العملية لمجلس الوزراء اثارت جدلا سياسيا وتحفظا من البعض واعتراضا من اخرين كونها تخرق مبدأ النأي بالنفس وتشكل تجاوزا للقرار الحكومي الرسمي. القوى السياسية الدائرة في الفلك السيادي ستسجل اعتراضاتها على المسرح الحكومي لا سيما القوات اللبنانية ويجاريها في الشجب والتحفظ على الخطوة "الغريبة" وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي. اوساط رئاسة الحكومة اعتبرتها شخصية غير رسمية ومجرد زيارة اعلامية لا تعبر عن سياسة الحكومة وتوجهاتها. الا ان الوزير الغريب اكد من سوريا ان هناك تنسيقاً مع رئيسي الجمهورية والحكومة و"مش جايين بالسر". فأين الحقيقة؟ ومن يملكها؟

تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" ان زيارة وزير شؤون النازحين لقصر بعبدا اليوم تحمل الجواب وكل الحقيقة. غير ان رئيس الحكومة، ومن خلال ما سربته اوساطه، وفّر مخرجا دبلوماسيا لائقا لشكل الزيارة. فجردها من صفتها الرسمية وسحب منها الغطاء الحكومي كونه يدرك انه غير قادر على منع اي وزير من زيارة دمشق، وقد سبق الغريب وزراء كثيرون من حكومة "استعادة الثقة" اليها، فيما لم يتطرق الى المضمون.

اما في المقلب السوري، تضيف الاوساط فهدفان خلف الخطوة المتعمدة في الزمان والمكان، اذ تعمد نظام الرئيس بشار الاسد توجيه رسالتين في اتجاهين: الاول للمختارة من خلال توجيه دعوة للوزير الدرزي الثالث الذي تنازل عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في التشكيل من خلال تسوية افضت الى ترك الخيار لرئيس الجمهورية، في ما يمكن ان يقرأ فيه استفزاز لجنبلاط الرافع لواء مواجهة الاسد، فالوزير الدرزي هو اول زوار سوريا وسيقود عملية التطبيع رغما عنكم. اما الاتجاه الثاني، فرئاسة الحكومة بشخص رئيسها للقول ان النفوذ السوري في لبنان ما زال الاقوى على رغم ما اصاب النظام وقدرته قوية لدرجة انه "يجذب اليه" وزراء في حكومة الحريري المناهض له حتى قبل ان ترسم استراتيجية عملها السياسي، والا كيف يمكن تفسير العجلة في توجيه الدعوة السورية للوزير الغريب خصوصا ان ليس في افق النزوح ما يستدعي عنصر السرعة او الطوارئ؟

فكيف لحكومة الحريري ان تردع المحاولات السورية الاستفزازية من دون فتح جبهة مواجهة وانقسام داخليين، وهي التي لم تقلع بعد في اتجاه الكمّ الهائل من المهام الملقاة على عاتقها والمطلوبة منها بإلحاح سريعا؟ تعتبر الاوساط ان الجبهة الثلاثية الحكومية، المستقبل، القوات، الاشتراكي، الرافضة للتطبيع مع نظام الاسد ستقف في المرصاد لاي محاولة تستدرج لبنان الرسمي نحو التطبيع وستواجه بسلاح الكلمة والموقف كل ما يمكن ان يجر لبنان نحو انتهاك سياسة النأي بالنفس التي التزمتها الحكومة في بيانها الوزاري، من دون المس بالاستقرار الذي تلتقي حول الحفاظ عليه وتحصينه كل القوى السياسية المؤيدة والمناهضة للنظام السوري، مع ان الفئة الاولى تحاول في كل مرة تسنح الفرصة التلويح بالورقة الامنية من شباك "مخزن فائض القوة" فتوحي بتوسيع هامش خروقاتها، لكنها لا تقدم، لان الحدود المرسومة لهذا الهامش ممنوع على اي كان تجاوزها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o