Feb 19, 2019 1:31 PM
خاص

حزب الله أعلن الحرب على الفساد: معركة فعلية ام أغراضُها سياسية-شعبية؟
اطلاق الحملة من بيته الداخلي وتنقية صفوفه من "المطلوبين" ضروريان لإظهار جديّته

المركزية- من منبر مجلس النواب، قرر حزب الله إماطة اللثام عن وجهه الجديد ورفْع الستارة عن اولويته للمرحلة المقبلة "مكافحة الفساد". نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، وعلى رأسهم النائب حسن فضل الله، رفعوا السقف عاليا خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري، فأقام الاخير، في كلمته المطوّلة، مضبطةً اتهامية واسعة (بحق "مجهولين" حتى الساعة) متحدثا عن مستندات اذا ما كُشفت، قادرة على تطيير رؤوس كبيرة وإدخالها السجن، بفعل ممارساتها في السنوات الماضية وقراراتها التي عاثت في أموال الدولة سرقة ونهبا وساهمت في تكبير العجز وإغراق لبنان أكثر فأكثر، في بحر الديون.

وتثبيتا لنهج الحزب "الإصلاحي" الجديد هذا، أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، غداة نيل الحكومة الثقة، معلنا تصميمه على محاربة الفساد وحماية المال العام حيث أكد "اننا جديون في هذه المرة والخطوات الأولى لحزب الله في مواجهة الفساد والهدر المالي بدأت، عبر ملفين: الأول له علاقة بـ11 مليار دولار التي لا أحد يعرف كيف أنفقت. أما الثاني فيتعلق بمفاوضات من أجل الحصول على قرض بقيمة 400 مليون دولار لصرفها على عناوين ليس لها جدوى"، لافتا الى أن "القروض يجب أن تصرف في مشاريع لها جدوى، ولذلك يجب أن نكون دقيقين في كيفية صرف هذه الأموال". واشار إلى "أننا سنذهب الى القانون من أجل سد الفساد والهدر، كما ان الذهاب في التلزيمات إلى المناقصات يخفف من الفساد. أما في موضوع التوظيف، فسنذهب إلى مجلس الخدمة المدنية". واذ جزم "اننا سنسخّر كل الإمكانات لجمع المعلومات وتحليلها وسنذهب إلى القضاء"، قال "نحن لا نذكر الأسماء لأننا لا نريد أن نشهّر بالناس، بل يجب أن نذهب إلى القضاء الذي يجب أن يستكمل التحقيقات".

أمام هذه "الطحشة الصفراء" لاستئصال الفساد، تقول مصادر "سياديّة" لـ"المركزية" إن لا يمكن الا ان نكون من المشجّعين وأن نشدّ على يد كل من يقرر إعطاء النهضة الاقتصادية، الاولوية. الا انها في المقابل، تخشى ان تكون الضاحية تريد من هذا المسار، نبشَ ملفات قديمة كالـ11 مليار دولار، لـ"الحرتقة" ليس فقط على الرئيس سعد الحريري وفريقه السياسي، بل ايضا على "التيار الوطني الحر" الذي في رأي مقربين من الحزب "طوى صفحة "الإبراء المستحيل" بعد التسوية السياسية التي أبرمها مع "المستقبل". وتكبر خشية المصادر من توجّه كهذا، عندما ترى السهام التي ترميها الضاحية منذ الآن، على القروض والمساعدات المنتظرة من "سيدر".

على اي حال، تقول المصادر ان ثمة خطوات عمليّة يمكن ان يُقدم عليها "الحزب" لإظهار جدّيّته في الإصلاح، وهي تبدأ من داخل بيته. فبما أن "ليس هناك فساد بسمنة وفساد بزيت"، قد تكون تنقيةُ بيئته من الضالعين في شبكات تهريب المخدرات والكبتاغون، ومساهمته في تسليم من يحملون السلاح الى جانبه، مِن "أُمراء" تجّار الممنوعات والحشيشة المتحصنين في قلاع وجزر امنية، الى الدولة اللبنانية، وأيضا تسليمُ من اتّهمهم القضاء بمحاولات اغتيال، كمحمود حايك (المتهم بمحاولة اغتيال النائب السابق بطرس حرب) الى العدالة، وتسليطُه الضوء على مكامن الهدر كلّها وأبرزها عمليات التهريب في المرافق الحيوية الكبرى، إشاراتٍ مشجعة من قِبله.

عندها فقط، يؤكد الحزب ان ثمة نية حقيقية، لا أطماع سياسية وأهداف دعائية شعبية"، وراء رفعه لواء محاربة الفساد، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o