Feb 19, 2019 10:54 AM
اقتصاد

فنيانوس عن انهيار حائط شكا:الحل موجود والمعالجة النهائية عند توقف الأمطار

المركزية- أعلن وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس فتح الطريق في اتجاه بيروت - الشمال وشكا - بيروت "حيث أصبحت الطريق سالكة على خطّين متوازيين ولم تشهد أي زحمة سير".

وعقد فنيانوس مؤتمراً صحافياً في مكتبه في الوزارة، تناول خلاله الدراسة والإجراءات المتّخذة في شأن الانهيار في شكا، وقال: الجميع يذكر كميات الامطار التي هطلت والتي تجاوزت بنسبة 20 في المئة السنوات السابقة، اي بنحو 55 في المئة عن المعدل العام. نتيجة ذلك، حصلت تحرّكات جبليّة أدّت إلى انزلاق في التربة وأقفلت طريق شكا في اتجاه بيروت، ومنذ ذلك الوقت تقوم الوزارة بما يلزم من دراسات وأبحاث لهذا الانهيار، بعد صدور نتيجة التقارير من قبل مهندسي الوزارة التي أكدت أنه يجب الاستعانة بخبراء للكشف على التربة لمعرفة ما حصل بالتحديد، وتبيّن نتيجة الأبحاث والدراسات ان هذه التربة عندما تتسرّب المياه الى داخلها تتمدّد، وهذا التمدّد أدّى الى الانهيار.

أضاف: منذ تلك اللحظة ونحن على متابعة دقيقة مع المختصين لإيجاد الحلول اللازمة والجذرية لا الموقتة، ووزارة الاشغال تعمل مثل كل الوزارات وليس فيها اعتمادات متوافرة، لذلك حاولنا ايجاد وسيلة لإزالة التراكمات التي سقطت من الاتربة بأقل كلفة ممكنة تسهيلاً لأمور المواطن. وخلال هذه الفترة عُرضت علينا طروحات لوضع دراسات لإيجاد الحل من استشاريين ومكاتب هندسية، إلا ان هذه العروض تراوحت مدتها ثلاثة أشهر مقابل 200 الف دولار، وهناك أيضا مكاتب هندسية مقابل 200 مليون ليرة انما مدة الدراسة طويلة، وكنا بحاجة الى وقت أقل لفتح الطريق أمام الناس ولتخفيف المعاناة عنهم.

وتابع: زارني النائب نقولا نحاس والسيد بيار ضومط من "شركة الترابة الوطنية" واضعين نفسيهما في تصرّف الوزارة للمساعدة في تأمين مبلغ من المال لحل هذا الموضوع، إلا أن الارقام التي طرحتها المكاتب الهندسية رواحت بين 3 او 4 مليارات ليرة، كما عرضت علينا غرفة التجارة والصناعة بشخص رئيسها توفيق دبوسي خدماتها من خلال المساهمة، لأن بقاء الطريق على هذا الوضع سيؤدي الى عرقلة عمل التجارة، وتولت إقليميات الوزارة في كل لبنان الكشف عن كل الأضرار التي حصلت وصدر تقرير مفصّل بكلفتها الإجمالية، كذلك قامت الهيئة العليا للإغاثة بتقدير الأضرار، وتبيّن انها متطابقة لتقرير الوزارة بشكل عام.

واعتبر فنيانوس أن "الاعمال التي هي بحاجة الى تأهيل تتراوح قيمتها بين 18 مليار ليرة لبنانية و25 ملياراً كما قدّرت الهيئة العليا للإغاثة".

وأشار الى "حصول ثلاثة انهيارات كبيرة حصلت وهي بحاجة إلى معالجة فورية، وخلال اجتماعي مع رئيس الحكومة سعد الحريري في حضور وزراء الداخلية والزراعة والمال والمحافظين، قلت لهم أنا متنازل عن هذا الحق في إصلاح الأضرار وتحويلها الى الهيئة العليا للإغاثة لسبب بسيط، لأن الإجراءات التي ستقوم بها وزارة الاشغال، بحسب الانظمة والقوانين المرعية الإجراء، ستقوم بوضع دفتر للشروط، وهذا الدفتر بعد الدراسة يذهب الى إدارة المناقصات، بعدها تكون هناك موافقة مسبقة ولاحقة من ديوان المحاسبة، وهذه العملية بحاجة الى وقت، لذلك تنازلت لمصلحة الهيئة العليا للإغاثة لتقوم بالأعمال سريعاً"، لافتاً الى أن "الهيئة العليا للإغاثة أشارت إلى أن الأموال غير متوافرة لهذه الأعمال الضخمة".

وتوجّه فنيانوس بالشكر "لكل من عرض المساعدة، بدءاً من الجامعة اللبنانية بشخص رئيسها فؤاد أيوب والعميد رفيق يونس والدكتور خيرالدين غلاييني على التلبية السريعة بوضع دراسة أوّلية لهذا الموضوع"، وقال: الكل يعلم ان الدولة اللبنانية الممثلة بوزارة الاشغال تنفذ التزامات بتنظيف الطرق والمجاري، وهذه السنة رغم كمية الأمطار التي هطلت لم يحصل طوفان إلا في نقطتين هما نهر الغدير وضبية، وقام وقتها المتعهد مارسيل كيروز بفتح فجوة كبيرة لتصريف الامطار، وهو مكلف الأعمال من بيروت الى الشمال، وعندما حصل الانهيار بدأ العمل على طرف الطريق في شكا، انما التعليمات كانت لديه من كل المهندسين بحسب الدراسات، وهي واضحة، ان الجرافات لا تستطيع إزالة كمية الأتربة دفعة واحدة لأن نوعية هذه الأتربة ستسبّب امتداداً وانهياراً للجبل، لذلك تريّثنا في العمل حتى تجف التربة، وبدأت الأعمال بحسب التعليمات، لذلك كان العمل بطيئًا.

وأشار الى "وجود سبعة حوائط في تلك المنطقة واحد منها منهار بشكل كامل، وآخر نصف منهار، وهناك صخرة كبيرة، وبقي ثلاثة حيطان واقفة بشكل كامل يتراوح طول الواحد منها بين مترٍ واحد و130 متراً بارتفاع 17 متراً، وكان هناك تخوّف، لذلك تريّثنا قبل أي إجراء في هذا الموضوع".

ولفت إلى أن "الدراسة التي وضعتها الجامعة اللبنانية جاءت تحت عنوان "شكا الحل والمسألة المسألة والحل"، قد وصفت الوضع بشكل دقيق"، موضحاً أن "كلفة ما جرى حتى الآن بلغت 11 ألفاً و33 دولاراً لبلدية البترون، وسنسدّد لها هذا المبلغ و10 آلاف دولار للمركز الطوبوغرافي الذي وضع دراسة قدمت للجامعة اللبنانية، علماً أن الجامعة اللبنانية لم تتقاضَ شيئاً على ما قامت به"، مشيراً إلى أن "جامعة البلمند عرضت المساعدة ونحن في انتظارها، كما أننا نتفاوض الآن مع المتعهّد كيروز حول الاعمال التي قام بها، وسمعنا كلاماً اننا نريد توقيف المتعهّد كيروز عن العمل لأننا نريد متعهّداً آخر يخصّنا للقيام بالأعمال".

وقال: عندما جاء السيد بيار ضومط مع النائب نقولا نحاس وعرضا الخدمات، سألت حينها هل نستطيع الاستفادة من التراب من خلال شركة الترابة؟ فكان الجواب: لا نستفيد منه، بل تستطيعون الاستفادة من خلال شركة "هولسيم". حينها طلبنا من شركة "هولسيم" مشكورة، أخذ التراب مقابل كلفة الأعمال، ما يعني ان الدولة اللبنانية لم تتكلف شيئاً.

وأعلن فنيانوس عن فتح الطريق أمام السيارات، مؤكداً أنه "لم يعد هناك أي انحرافات، وتم وضع خطّي احتياط من الممكن استعمالهما في حال أي طارئ خلال أعمال المعالجة، وستبدأ الأعمال عندما تسمح الظروف المناخية، نظراً الى المخاطر المحتملة، وهناك عدد من الحلول ورؤية واضحة للموضوع".

وشكر رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تعهّد بتحويل الأموال من الهيئة العليا للإغاثة الى وزارة الاشغال للقيام بالأعمال المطلوبة، وشكر ايضاً كلاً من الجامعة اللبنانية وجامعة البلمند وشركة "هولسيم" للترابة وشركة "الترابة الوطنية" وكل مَن ساهم وقدّم المساعدة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o