Feb 18, 2019 3:44 PM
خاص

اتفاق جديد بين الحكومة والحوثيين حول الحُديدة..هل يطبّق؟
خشية من حاجة ايرانية الى الورقة اليمنية تحول دون وقف التصعيد

المركزية- عشية جلسة من المقرر ان يعقدها مجلس الأمن الدولي الثلثاء للاستماع إلى تقرير مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، اتّفقت الحكومة اليمنية مع جماعة الحوثي، الأحد، على المرحلة الأولى من إعادة الانتشار المتبادل في مدينة الحديدة، في تحوُّل وصفته الأمم المتحدة بالتقدّم المهم.

هذه المرحلة - التي تُعتبر بندا رئيسا في اتّفاق وقف إطلاق نار الذي أبرم في أوائل كانون الأول في السويد- تنص على انسحاب دفعة أولى من المقاتلين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

هذا "الإنجاز" اذا جاز القول، تحقق بعد محادثات في الحديدة استمرّت يومين برعاية اممية، بين الحكومة والحوثيين حيث حصل اتفاق على المرحلة الأولى من انسحاب القوات، مع اتّفاق مبدئي بشأن المرحلة الثانية أيضا. وقد جرت المفاوضات برعاية الجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد، رئيس اللجنة المكلّفة بمراقبة تنفيذ اتفاق الانسحاب ووقف إطلاق النار في الحديدة باليمن، والتي تضمّ ممثلين عن الحكومة والحوثيين.

وجاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة أن "بعد مناقشات مطوّلة، لكن بناءة سهّلها رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق الانسحاب، توصّل الطرفان إلى اتّفاق بشأن المرحلة الأولى لإعادة الانتشار المتبادل للقوات". وتابع "أن الطرفين حققا "تقدّما مهماً في ما يتعلّق بإعادة انتشار القوات" لكن أي موعد لم يحدد لبدء نزع السلاح. كما أوضح أن "الطرفين اتّفقا أيضاً، بشكل مبدئي، على المرحلة الثانية من إعادة الانتشار المتبادل، في انتظار إجراء مزيد من المشاورات مع قيادتيهما".

وفيما من من المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات في غضون أسبوع لإنجاز تفاصيل المرحلة الثانية من إعادة الانتشار، يؤمل ان أن يتيح خفض التصعيد في الحديدة، وصول مساعدات غذائية وطبية لملايين اليمنيين، خاصة أن غالبية الاغاثات والمواد الغذائية إلى اليمن، تدخل الى البلاد عبر ميناء الحديدة الذي يشكّل شريان حياة حيويا لليمنيين.

على اي حال، تقول مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" إن العبرة تبقى في التنفيذ. فالاتفاق على وقف المواجهات في الحديدة أبرم منذ أكثر من شهر ولم يتم التقيد به، حيث اتهمت السلطة الشرعية اليمنية الحوثيين بعدم الالتزام به، نزولا عند رغبة ايران، راعيتهم الاقليمية الاولى.

وبحسب المصادر، فإن الامم المتحدة ستعمل جاهدة لدفع طرفي النزاع اليمني الى تطبيق اتفاقات الحديدة التي تم التوصل اليها في الساعات الماضية، الا ان نجاحها في مهمّتها غير مضمون. ففي ظل الكباش الاقليمي والدولي الذي عاد واستعر بقوة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وايران وأذرعها العسكرية والحوثيون منها، من جهة أخرى، والذي كان مؤتمر وارسو الذي عقد الاسبوع الماضي في بولندا آخر مظاهره... قد يكون الملف اليمني، ورقة من اوراق "المواجهة" التي ستحتاج "الجمهورية الاسلامية" الى تحريكها في المرحلة المقبلة، لتخفيف الضغوط الدولية عليها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o