Feb 18, 2019 2:44 PM
خاص

آلية تعاون عربية – غربية تنبثق من "وارسو"... ما هي؟

المركزية- بعكس ما يشاع عن أن الولايات المتحدة الاميركية عازمة على الانسحاب من الشرق الاوسط وترك المنطقة تتخبط في نزاعاتها للانصراف الى أماكن أكثر استراتيجية كجنوب شرق آسيا، أكد مؤتمر وارسو الذي نظمته وزارة الخارجية الاميركية، أن واشنطن لن تترك المنطقة غارقة في مشاكلها لتنسحب منها غير آبهة لحلفائها، لا بل هي عازمة على إيجاد حلول جدية وعملية للأزمات القائمة، ولكن بأسلوب جديد وأكثر فاعلية من ذاك الذي كانت تنتهجه الادارات السابقة، التي كانت تعتمد بشكل أساس على الوجود العسكري المباشر للقوات الاميركية. ففي المقاربة الجديدة يشكل التنسيق والتعاون المتكافئ النقطة الجوهرية لأي مقاربة. فالمواضيع الشائكة كالارهاب وانتشار الأسلحة لاسيما تطوير برامج الصواريخ الباليستية وخطر الميليشيات العسكرية التي تهدد السلام والامن في المنطقة، تتطلب ائتلافا دوليا متجانسا، وجهودا مضاعفة من أصحاب الارض، بحسب ما تشير مصادر دبلوماسية عبر "المركزية".

"شرق أوسط أكثر أمنا واستقرارا"، هو العنوان الذي أطلق على مؤتمر وارسو، والذي يعكس الاهداف الاساسية  لـ62 دولة شاركت فيه، بيد أن المجتمعين لم يكتفوا بطرح المشاكل و"التنظير" من دون أي ترجمة فعلية على الارض، فبحسب مصادر دبلوماسية عربية، تم تشكيل مجموعة عمل دولية لمتابعة جميع المواضيع التي تمت مناقشتها من خلال اجتماعات عمل دورية في عدد من الدول للدفع قدما بالمصالح المشتركة للمجتمع الدولي، في ترجمة لاستراتيجية غربية-عربية موحدة ومتكاملة تقوم على إيجاد حلول بالحوار والتفاوض".

وفي عرض لأهم الملفات، تلفت المصادر الى أن "مكافحة الإرهاب تبقى أولوية الاولويات، فاندثار تنظيم "داعش" عسكريا في كل من سوريا والعراق، لا يعني أن خطره الامني زال، لا بل إن الوضع اليوم يتطلب تضافر الجهود وتنسيقا استخباراتيا متواصلا لاحباط جميع خلاياه النائمة"، مشيرة الى أن "الخطر الناجم عن تطوير الصواريخ البالستية وانتشار الصواريخ في أيدي ميليشيات مسلحة  بدعم من إيران يهدد الأمن البحري وأمن الطيران، لا يقل أهمية عن خطر الارهاب، فالموضوعان وجهان لعملة واحدة  هي طهران التي تحاول أن تعبث بأمن المنطقة، والتمدد خارج نطاق العواصم العربية الاربع التي سبق وأعلنت سيطرتها عليها".
وتضيف بأن "التطور الذي يشهده العالم، وسّع مفهوم الامن الذي شهد الكثير من التحولات بحيث باتت التحديات التي ترافقه لا تقتصر على المخاطر التقليدية المنصبّة على الصراع العسكري، إذ بات يشمل مسائل تتعلق بجوانب عدة كالاقتصاد، والبيئة والديمغرافيا، والتكنولوجيا، والطاقة، والغذاء .. وفي أي مقاربة غربية، تبقى القضايا الإنسانية  كاللاجئين والمعتقلين وتجنيد الاطفال، المنطلق الاساس للحلول، فحقوق الإنسان هي ركيزة أساسية لمعالجة الازمات حرصا على حياة المواطنين وحقوقهم".

وبحسب المصادر، تم الاعلان عن نية المعهد البولندي للشؤون الدولية، العمل مع مركز أبحاث أميركي لعقد منتدى عالمي للخبراء باسم مجموعة الدراسة الاستراتيجية للشرق الأوسط، ويمكّن هذا المنتدى الأكاديميين البارزين وخبراء القضايا من مختلف أنحاء العالم من تقديم رؤية استراتيجية لدعم الجهود المستمرة التي تبذلها مجموعة العمل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o