Feb 21, 2018 2:08 PM
صحف

كيف تدير روسيا الصراع في الشرق الاوسط؟

المركزية- عرض باحث إسرائيلي بارز، ثلاثة مبادئ تقوم عليها الاستراتيجية والتكتيك الروسي في تشكيل وتصميم منطقة الشرق الأوسط بما يثبت مكانتها كدولة عظمى ولاعب رئيس في المنطقة.

 وأوضح المحاضر والباحث في المركز متعدد المجالات في "هرتسيليا"، البروفسور ديما أدامسكي، أن "الأحداث الأخيرة في الشمال السوري جسدت للجميع أن روسيا تشكل جهة سائدة ولاعبا لا بديل له، قريبا من الولايات المتحدة في نفوذه، بمنطقة الشرق الأوسط".

وأوضح أنه "يمكن لموسكو اليوم أن تعطي الضوء الأخضر لخطوات تصعيدية، وهي لا تمنع خطوات مثل إطلاق طائرة إيرانية غير مأهولة وصواريخ سورية".

واعتبر أن "الأمر الأهم من كل شيء، هو أن روسيا تبث ضوءا برتقاليا يدخل اللاعبين، بما فيهم تل أبيب، في وضع من عدم اليقين بالنسبة لدوافعها الاستراتيجية والشكل العملي الذي تحقق فيه هذه الدوافع"، مؤكدا أن "هذه الاشارات، الذكية، المتغيرة والمتلاعبة، توسع مجال المناورة الجغرافية السياسية لروسيا وتأثيرها على اللاعبين في المنطقة".

وقال "بينما يحاول خبراء استراتيجيون في إسرائيل والعالم حل لغز السلوك الروسي، ينشغل أصحاب القرار في تل أبيب بمسألة ما إذا كانت نواياها وقدراتها تقلص أم توسع حرية عمل الجيش الإسرائيلي"، موضحا أن "الإجابة عن هذا السؤال منوطة بسياق وبعد محددين، وتستوجب استيضاحا وتحقيقا لجوهر الأمر".
واستدرك الباحث بقوله "لكننا يمكن أن نشير إلى ثلاثة مبادئ عامة توجه سلوك روسيا الاستراتيجي وخطواتها العملية في المنطقة. وأولى هذه المبادئ، هي "حفظ التوتر المضبوط"، فموسكو معنية باستمرار التوتر في المنطقة، بما في ذلك بين إسرائيل وجيرانها، بحيث يسمح لها باستخلاص المكاسب السياسية وتحقيق أهدافها الإقليمية والعالمية من خلال إجراءات الوساطة والتسوية لصدامات مضبوطة كي لا تمس بالاستقرار وتخلق فوضى إقليمية".

وأضاف "ثاني تلك المبادئ، هو "وساطة تعمق التعلق"، حيث تأخذ موسكو على عاتقها مهمة الوسيط، الذي بوسعه أن يصعد أو يثبت السياقات. ومن أجل السماح بذلك، تطور موسكو قدرة وصول مميزة لجملة من اللاعبين الإقليميين الذين ينتمون لمعسكرات مختلفة، وهذا هو التفوق التنافسي البارز لديها حيال واشنطن".
وأشار إلى أن "موسكو تفضل ألا يكون للاعبين أفضلية واضحة للواحد على الآخر، وألا يكونوا أقوياء أو ضعفاء أكثر مما ينبغي كي يغيروا الوضع القائم"، لافتا أنها "في كل تطور سياسي أو حادثة عسكرية، تتطلع لأن تجسد للأطراف قيودا لقوتهم وتعلقهم بها، ولا سيما عند الحاجة إلى آلية لإنهاء المعركة".

 واعتبر أن "الاكتفاء المعقول"، هو ثالث تلك المبادئ وفق أدامسكي، حيث إنه "في وقت تعظيم تدخلها لدرجة الخيار العسكري، تستوعب روسيا أن خطرها الأكبر يكمن في الاستثمار الزائد، الذي من شأنه أن يحدث نتاجا سلبيا ويؤدي إلى غرق استراتيجي. ووفق ما يعرف بـ"المدى الذهبي"، فإن "استثمارا أقل مما ينبغي أو أكثر مما ينبغي من القوة السياسية والعسكرية، هو دينامية موسكو تغيرها وفقا للظروف".

ولفت الى اقتباس وهو منسوب للقيصر ألكسندر الثالث، ويعتبر شخصية يعجب بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن "لروسيا حليفين فقط؛ جيشها وأسطولها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o