Feb 16, 2019 3:37 PM
تحليل سياسي

مجلس الوزراء "يُقلع" الاسبوع المقبل معزّزا بثقة نيابية وتوافق سياسي
خطوات "سيدر" المستقبلية في السراي الاثنين..واستعجال "رئاسي" للموازنة
اليمن يطالب لبنان بكفّ يد حزب الله..و"قسد" تسيطر على آخر معاقل "داعش"

المركزية- أما وقد اجتازت الحكومة آخر امتحاناتها "الدستورية" بنجاح، بفوزها مساء أمس بثقة 111 نائبا في البرلمان اثر جلسة ماراتونية انتهت قبيل منتصف الليل، فإنها تحوّلت منذ تلك اللحظة، الى سلطة تنفيذية كاملة الاوصاف والصلاحيات، ودخلت في اختبار من نوع آخر الا وهو إظهار مدى قدرتها على الالتزام بالشعار الذي رفعته لنفسها "الى العمل"، لانتزاع الثقة الأهم، وهي ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.

للاستفادة من أجواء التوافق: وبحسب ما تقول مصادر سياسية مقربة من السراي لـ"المركزية"، فإن التحديات كبيرة والوقت ضيق. وعليه، فإن النشاط الوزاري سينطلق سريعا، بجلسة يُفترض ان تُعقد قبل منتصف الاسبوع المقبل، يتم حاليا إعداد جدول اعمالها (سيسبقها تعيين امين عام جديد لمجلس الوزراء يرجّح ان يكون محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي او القاضي محمود مكيّة). المصادر تشير الى ان الرئيس سعد الحريري، المتسلّح بالسكور المريح الذي حققته حكومته في "ساحة النجمة"، يعتبر من المهم الاستفادة من أجواء التوافق السياسي السائدة في البلاد- والتي تجلّت بوضوح في الساعات الماضية، لا سيما من خلال اعتذار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن الكلام عالي السقف الذي قاله أحد أفراد الكتلة، من جهة، ومن خلال إعطاء "حزب الله" الحكومة "الحريرية" الثقة، في سابقة سياسية حيث لم تعط "الضاحية" اياً من الحكومات "الزرقاء" ثقتها منذ سنوات- لوضع القطار "الحكومي" على السكة والشروع في الورشة المنتظرة.

الملف الاقتصادي: وبما ان الملف الاقتصادي يحتل الاولوية لدى الحكومة الوليدة، وقد خصصت له الحيّز الاوسع من بيانها الوزاري، متحدثة عن ضرورة اتخاذ اجراءات جريئة ومؤلمة لمكافحة الفساد واستئصاله وتخفيض الدين العام ونسبة العجز، فإن مشروع موازنة 2019، سيكون أوّل الملفات التي سينكب مجلس الوزراء على درسه، دائما بحسب المصادر، التي تلفت الى استعجال "رئاسي" جامع، على ضرورة انهائها سريعا وإحالتها الى مجلس النواب لمناقشتها واقرارها.

الصناديق في السراي: وفي وقت وضع المجتمع الدولي والدول المانحة، الاداءَ الحكومي تحت مجهرهما، ويرصدان من كثب الخطوات الاصلاحية التي وعد لبنان في مؤتمر "سيدر"، بتطبيقها، يترأس الرئيس الحريري عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاثنين المقبل، في السراي الحكومي، اجتماعا تشاوريا موسعا، يشارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر "سيدر" ويخصص للبحث في الخطوات المستقبلية.

الكهرباء: ليس بعيدا، وفيما رفع الرئيس الحريري سقف التحدي قائلا من مجلس النواب ان "عام 2019 يجب ان يشهد اصلاح قطاع الكهرباء والا نكون فشلنا جميعا"، تكثر الاسئلة حول كيفية مقاربة هذا الملف الحيوي، على طاولة مجلس الوزراء الجديد، بعد ان كان شكّل لسلفه مادّة خلافية متفجّرة. واذ لا يبدو حتى الساعة ان ثمة رؤية موّحدة، بين اهل البيت الحكومي، للتعاطي مع أحد أبرز مكامن الهدر في البلاد، اشار عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن لـ"المركزية" الى ان "لدينا وجهة نظر في شأن معالجة الدين العام، تقول ان ننطلق من ملف الكهرباء الذي هو الاساس"، مضيفا "سنبدأ بملف الكهرباء بنقاش علمي وموضوعي مع كل القوى السياسية بما فيها التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وكل القوى الاخرى من اجل الخروج من هذه الدوامة التي تغرقنا يوما بعد يوم في المزيد من الديون والعجز". وكشف ان "الطريق الذي وضعناه للعمل ينطلق من القانون الذي أُقرّ عام 2011 وتوافقت عليه كل القوى السياسية من دون استثناء. ومن الضروري تطبيق هذا القانون، اضافة الى تعيين مجلس ادارة وتعيين الهيئة الناظمة، وهنا الاختبار الفعلي والجدي في هذا الموضوع". وأكد "اننا من خلال هذا الملف لا نسجل نقاطا ولا نرغب في استهداف اي فريق، انما نرغب في أن نخرج جميعاً من المأزق الذي نتخبط فيه. ونحن نحمل هذا الطرح بكل موضوعية وايجابية ويدنا ممدودة للجميع".

ابو ذياب: على صعيد آخر، تفاعل اليوم مضمون ما جاء في تحقيقات القضاء العسكري حول احداث الجاهلية، حيث بيّنت ان الرصاصة التي قتلت محمد أبو ذياب، لم يكن مصدرها الاجهزة الامنية. ففيما بدا الحزب "التقدمي الاشتراكي" مرتاحا للقرار وقد أعلن ابو الحسن "اننا نركن للقضاء ونحتكم لكلامه ونحترمه وكلنا تحت سقف القانون، ولا لزوم للاجتهادات لا في السياسة ولا في الاعلام في هذا الموضوع"، حمل رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب مجددا على القضاء. فأعلن في مؤتمر صحافي في الجاهلية "تفاجأنا امس بأن بعض القضاء العسكري يعمل لدى وسائل الاعلام وتم تسريب التحقيقات في ملف أبو ذياب لوسائل الاعلام"، مشيرا الى أن "إذا كان مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي هو الذي سربها دون اذن مجلس القضاء ووزير العدل، فنطالب بمحاسبته واحالته للتفتيش وإنزال أشد العقوبات فيه، واناشد وزير العدل الذي اعلن أنه سيحارب الفساد، وأقول له هذا هو الفساد بعينه أن يسرب قرار".

نصرالله: في الاثناء، وفي انتظار ما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة الشهداء، تتوقع مصادر ان يتحدث عن استعداد "الحزب" للتعاون "حكوميا" مع التركيز على اولوية مكافحة الفساد، وان يتطرق ايضا الى القضايا المحلية كلّها من ملف النزوح وصولا الى العلاقات اللبنانية – السورية واللبنانية - الايرانية. الا انه سيخصص جزءا واسعا من خطابه للوضع الاقليمي ومستجداته، من سوريا الى العراق مرورا باليمن وصولا الى الملف الفلسطيني ومؤتمر وارسو.

اليمن يناشد الحكومة: وفي السياق، برزت دعوة يمنية وُجّهت الى الحكومة اللبنانية لوقف تدخلات "الحزب" في اليمن. اذ دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الحكومة اللبنانية الجديدة إلى وقف تدخلات حزب الله في الشأن اليمني وسحب خبرائه ومقاتليه من اليمن. ونشر الإرياني، مساء الجمعة، على "تويتر"، فيديو لنصر الله، يعترف فيه بوجود عناصر من حزب الله في اليمن، معلقا "التدخل الصارخ في الشأن اليمني والدعم المباشر الذي يقدمه حزب الله اللبناني للميليشيا الحوثية واضح، ليس في مثل هذه التصريحات فقط، بل من خلال تواجد خبراء تطوير الصواريخ وصناعة الألغام والعبوات الناسفة والمدربين واحتضان الضاحية الجنوبية لإعلام للميليشيا من قناة المسيرة والساحات". وأضاف "ندعو الحكومة اللبنانية لوقف تدخلات حزب الله في الشأن اليمني وسحب خبرائه ومقاتليه من اليمن، ووقف كل أشكال الدعم الذي يقدمه للميليشيا الحوثية، بما فيها إيقاف قنوات التحريض والفتنة باعتبارها أنشطة عدائية ضد اليمن وخروجا عن مبدأ النأي بالنفس الذي أعلنه لبنان إزاء أزمات المنطقة".

استسلام "داعش": سوريّا، وعلى مسافة ساعات من موقف اميركي "مهم" في شأن سوريا قالت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب انها ستعلنه اليوم، سيطر مسلحو قوات سوريا الديموقراطية المدعومون من الولايات المتحدة على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا، بعد استسلام المتشددين الذين كانوا في المنطقة، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حين أكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ان انسحابنا من سوريا تعديل في أساليب العمل وليس تغييرا في الاستراتيجية، حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن انسحاب القوات الأميركية يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران في هذا البلد. وسألت في مؤتمر ميونيخ للأمن "هل هي فكرة جيدة للأميركيين الانسحاب فجأة وبسرعة من سوريا؟ ألن يعزز ذلك قدرة روسيا وإيران على ممارسة نفوذهما؟"

اردوغان: في المقابل، لم يستبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، غداة قمة سوتشي، عملية مشتركة بين تركيا وروسيا وإيران ضد المتطرفين في سوريا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o