Feb 16, 2019 1:06 PM
خاص

هل حطّ الصراع الاوكراني-الروسي حول الكنيسة الارثوذكسية في لبنان؟
أبو فاضل: نخشى أن تكون جامعة القديس جاورجيوس مادة لمشروع تقسيمي

المركزية- دخلت الكنيسة الارثوذكسية في تجاذبات الصراع الروسي-الاوكراني القائم منذ 5 سنوات، فوقع الشرخ ونشأت انقسامات داخل "الكنيسة الجامعة" تخطت كييف ووصلت الى اسطنبول ولبنان، الامر الذي يشكل ضربة لسلطة روسيا الدينية على العالم الأرثوذكسي، مقابل هدف كبير لواشنطن المتهمة بالعمل بأدوات غير مباشرة على تقسيم الكنيسة في إطار حربها الناعمة ضد موسكو. بعد اعلان بطريركية القسطنطينية (أقدم كنيسة أرثوذكسية في العالم)، تأييدها لانفصال كنيسة اوكرانيا عن بطريركية موسكو (الأكثر نفوذاً ولها أكبر عدد من الأتباع)، بدأت تكثر الشائعات عن انسحاب الخلافات على الكنيسة الانطاكية(مركزها دمشق)، في ظل كلام عن مساع لفصل مطرانية بيروت عنها خصوصا بعد قرار الاخيرة بإنشاء جامعة القديس جاورجيوس في بيروت.

الامين العام للقاء الارثوذكسي مروان أبو فاضل قال عبر "المركزية" "لا يخفى على أحد أن الصراع بين الكنيستين الاوكرانية والروسية، ستكون له تداعيات على الكنائس الارثوذكسية في العالم كافة"، مشددا على أن "الكنيسة الانطاكية برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي مع وحدة الكنائس الارثوذكسية وأراضيها، في موقف منسجم مع كنيسة روسيا برئاسة البطريرك كيريل".

وقال "الى الآن لا توجد نية بالتقسيم عند أحد ولا سيما متروبوليت بيروت الياس عوده، وكل ما نسمعه مجرد كلام إعلامي، ولكن هناك نقطة اختلاف حول جامعة القديس جاورجيوس التي تنوي مطرانية بيروت تشييدها، إذ نخشى أن تكون في مكان ما او يوم ما مادة لمشروع تقسيمي، لذلك لم نستبشر بها خيرا، ولا نرى مبررا لانشائها لا سيما وأن جميع المؤسسات التابعة لجامعة البلمند، موزعة على الابرشيات، وتخضع لاداراتها ككلية الطب التي تتبع مستشفى مار جرجس التابع لمطرانية بيروت".

وأشار الى أن "وزير الدفاع الياس بو صعب عندما كان وزيرا للتربية، أمّن رخصة الجامعة وهذا الأمر لم يلقى استحسان "اللقاء الارثوذكسي"، واليوم الوزير السابق طارق متري هو المكلف من قبل المطرانية ادارة شؤون الجامعة، ولكن لدينا علامات استفهام حول دوره الفعلي والغايات من وراء تعيينه، فمتري كان يطمح ليكون رئيسا لجامعة البلمند وعندما فشل في مسعاه، بات يدعو لانشاء جامعة في بيروت"، مشيرا الى أن "رئيس جامعة البلمند الجديد الياس الوراق على تواصل مع مطرانية بيروت في محاولة لاحتواء أي امكانية للخروج عن المألوف".

ولفت الى أن "الكنائس الارثوذكسية قائمة على مبدأ المتقدم بين المتساوين، أي أن بطريرك القسطنطينية (نظرا للموقع التاريخي للقسطنطينية) متقدم بين البطاركة المتساوين، وذلك بإجماع الكنائس الارثوذكسية، ولكن موقفه الداعم لكييف والمقسم للكنيسة الروسية بدعم من الغرب، أثار الريبة فقطعت موسكو علاقتها به ولم يعد بالنسبة لها متقدما بين متساوين، أما نحن فنحاول مناشدته لكي لا يتحول الى غطاء للمشروع الذي يريد تفتيت الكنيسة الجامعة".

واعتبر أن "البصمات الخارجية واضحة في المشروع التقسيمي، ولكن لن نسمح بمشروع كهذا في كنيسة انطاكيا، وحتى اليوم لم نسمع في لبنان من أي مسؤول أي نية للخروج من مركزية كنيسة انطاكيا، والضجة الحاصلة مبالغ فيها، ولا تعكس الوضع على الارض"، مشددا على أن "بمعزل عن الانقسامات السياسية الحاصلة بين الدول، لن نقبل بتغيير التاريخ والجغرافيا، فانطاكيا مرجعية تاريخية مقرها دمشق وليس أي مكان آخر".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o