Feb 14, 2019 5:58 AM
صحف

واشنطن تقطع الطريق على الاختراق الإيراني للجيش اللبناني

قطعت الإدارة الأميركية الطريق على أي اختراق إيراني مباشر للمؤسسة العسكرية اللبنانية بإعلانها عن تزويد الجيش اللبناني بأسلحة حديثة.

وأوضحت مصادر سياسية لبنانية لصحيفة "العرب اللندنية" أن هدف إيران ليس تزويد الجيش اللبناني بأسلحة ودفاعات جوية فحسب، بل إن نيتها الحقيقية إرسال خبراء عسكريين يعملون مع الجيش اللبناني على الأرض.

وأشارت إلى أن إيران سبق أن عرضت توقيع معاهدة عسكرية مع لبنان، لكن رئيس الحكومة سعد الحريري رفض ذلك ووقف عائقا في وجهه في العام 2010 عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء.

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه الرياض عن رفع الحظر عن السفر إلى لبنان، ما يكشف عن عودة سعودية قوية إليه.

وزودت الولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء، الجيش اللبناني بشحنة من الصواريخ الذكية الموجهة بالليزر.

وقالت السفارة الأميركية في بيروت، في بيان، إن واشنطن سلمت الجيش اللبناني شحنة من الصواريخ الذكية المتطورة الدقيقة الموجهة بالليزر. وأضافت أن قيمة هذه الصواريخ تتجاوز 16 مليون دولار.

وأوضحت أن تلك الصواريخ الموجهة بالليزر تمثل مكونا رئيسيا لطائرة "إيه-29 سوبر توكانو" الهجومية التي تسلمتها القوات الجوية اللبنانية في وقت سابق.

واعتبرت السفارة أن تسليم الشحنة يعبّر عن التزام حكومة الولايات المتحدة الثابت والحازم بدعم الجيش اللبناني، بصفته المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان.

واستثمرت واشنطن، منذ عام 2005، أكثر من ملياري دولار في شراكتها القوية مع الجيش اللبناني.

وتسلّمت القوات الجوية اللبنانية، في 12 حزيران 2018، دفعة أخيرة من طائرات “إيه-29 سوبر توكانو”، وهي أربع طائرات، ضمن هبة أميركية للجيش اللبناني، وسبقها تسلم طائرتين، في تشرين الاول 2017.

ويقول متابعون للشأن اللبناني إن الخطوة الأميركية من شأنها أن تدعم خيار رئيس الوزراء اللبناني في الاعتماد على الولايات المتحدة في تجهيز الجيش اللبناني، ما يقطع الطريق على إيران ويفشل خطط حزب الله في تحويل لبنان إلى مقاطعة إيرانية خالصة.

ويشير هؤلاء إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان من شأنه أن يعيد الاهتمام إقليميا بلبنان وخاصة من السعودية التي ستكون حريصة على دعم المساعي اللبنانية في إحداث توازن تجاه إيران من خلال الدعم العربي.

من جهة أخرى، علمت "الحياة" أن رئيس الحكومة سعد الحريري أجاب ظريف على عرضه بالتأكيد أن لبنان يلتزم القرارات العربية والدولية وبالتالي عليه تطبيق العقوبات الأميركية على إيران. وكان ظريف أبلغ كبار المسؤولين أنه لا يريد إحراج لبنان في ما يخص العروض التي يقدمها إلى الحكومة اللبنانية، في ظل العقوبات المفروضة على بلاده. ووصفت مصادر لبنانية رسمية ل”الحياة” موقف ظريف بأنه كان مرنا ومتفهما، لكنه كرر أمامه عرض قيام آلية مالية للتبادل شبيهة بتلك التي جرى اعتمادها من قبل أوروبا للاتفاف على العقوبات الأميركية في حال موافقة الجانب اللبناني على قبول العروض الإيرانية للتعاون الاقتصادي والعسكري… وهو كان اقترح هذه الآلية على رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والبرلكان نبيه بري.

وفي السياق عينه، إعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب غازي زعيتر، لـ"الجمهورية"، أنّ عرض وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في شأن تسليح الجيش اللبناني مهم لأننا في حاجة الى سلاح لمواجهة العدو الإسرائيلي.

ورأى "انّ هذا الأمر قد يُحرج واشنطن ويدفعها الى زيادة تسليح الجيش، لا أن تعطينا فتات السلاح وتقول إنها تسلّح الجيش"، مشيراً الى أنه يمكننا أن نفتّش عن مخرج للإلتفاف على العقوبات.

وعن العرض الإيراني، في ما خَص التسليح، قال عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص: "إنّ لبنان يعاني اقتصادياً، فلا ينقصه أي خطوة قد تضعه في مرمى العقوبات الأميركية". وسأل: لو كانت منظومة الدفاع الجوي الإيراني جديرة بالثقة لماذا لا تستعمل في سوريا لصَد الهجمات الإسرائيلية؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o