Feb 12, 2019 9:01 AM
صحف

زاسبكين: لبنان مستقرّ لكن العقوبات مُقلقة

نقلت "الجمهورية" عن السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين قوله "الولايات المتحدة تمارس منطق التفوّق على الآخرين. وفي المقابل، يرغب الروس في وضع حدّ لنظام القطب الأوحد في العالم".

وكشف عن طبيعة الدور الذي تعمل له موسكو في الشرق الأوسط "نحن نبحث عن توازن المصالح، ونتواصل مع الجميع، لكننا لا نرى أفقاً لنهاية مرحلة النزاعات في الشرق الأوسط".

ويضيف "للولايات المتحدة رواية أخرى. فقد اختار الأميركيون أن يكون لهم أصدقاء وأعداء في الشرق الأوسط. وأحياناً يتمّ هدر الجهود المبذولة للحل. وأما نحن فنريد التوافق ووقف المواجهة. وأساساً، ليست لنا أهداف سابقة في سوريا. ونعمل اليوم للقضاء على الإرهاب وتحسين الوضع الإنساني وإعادة النازحين والتسوية السياسية".

"الإرهاب التكفيري هو الخطر الأهمّ في المنطقة، يقول زاسبكين، والنظام في سوريا يقوم بواجبه في الدفاع عن الدولة. وأما الهدف الاستراتيجي لبعض القوى الدولية في سوريا فكان إقامة الكانتونات الطائفية. ونحن واجهنا ذلك. واليوم، بات خطر تقسيم سوريا أصغر مما كان سابقاً".

واستطراداً، يبدي السفير ارتياحه إلى "الإجماع الدولي على دعم الاستقرار اللبناني الذي عبّرت عنه مجموعة الدعم الدولية، وإن كانت الأهداف بين الأطراف مختلفة". لكن يقول "لدي قلق وشكوك لجهة تداعيات العقوبات الأميركية على "حزب الله". فهناك مَن يتخذ القرارات ضد جزء من المجتمع اللبناني، ثم يعلن أنه يؤيد الاستقرار. والمطلوب هو التلاحم اللبناني لتجنّب التداعيات".

وعن طبيعة العلاقة بين روسيا وإسرائيل، يقول زاسبيكين: "نسمع مَن يقول إن روسيا تتوخّى مراعاة أمن إسرائيل. وهذا غير صحيح. فنحن نريد الأمن للجميع في الشرق الأوسط. وإذا سُئل مسؤول روسي: "هل تهتمون بأمن إسرائيل؟» فطبيعي أن يجيب: «نعم». لكن، لا يجوز التركيز على ذلك باعتباره دوراً متميزاً ويتفوّق على الأدوار الأخرى. فروسيا تبحث عن التوازن بين الجميع في الشرق الأوسط. وهذا التوازن هو الذي يقلل احتمالات اندلاع حرب.

يضيف السفير الروسي "لقد ظهر ما أوصلنا إليه «الربيع العربي» من صراعات. واليوم، هناك تقدّم في بعض المجالات في الشرق الأوسط، لكن هناك غموضاً أو تراجعاً في أخرى. وكل الخيارات مفتوحة بين الحلول والتصعيد والمراوحة واستمرار النزف. وبعد فشل جنيف والاتفاقات الروسية - الأميركية حول سوريا، حتى الآن، انتقلنا إلى أستانا. ونحن نتواصل مع الجميع ونعتقد أنّ كثيراً من الخلافات التي تبدو أساسية هي في الواقع مصطنعة. وفي أي حال، الوضع في سوريا هو اليوم أفضل مما كان عليه".

ويرفض زاسبكين ربط إعادة النازحين والإعمار بملف التسوية السياسية، «لأنّ ذلك يعرقل التطبيع. فهناك فرص لإعادة النازحين وإطلاق عملية الإعمار، وهو ما تعمل له روسيا اليوم".

لكن، ماذا عن الضمانات التي يطرحها البعض في هذا الشأن؟ يقول: «الكلام على «ضمانات» يبدو أن المقصود به هو الوصاية الخارجية. والسلطات السورية لا تقبل هذه الوصاية ونحن نحترم سيادة سوريا. وطَرحُ الضمانات بهذا الشكل، كأنه مسألة خلافية، يعرقل التقدّم. ونحن نتعامل مع السلطات السورية لإعادة الإعمار وإعادة ملايين النازحين الموجودين سواء في الداخل السوري أو في الخارج. ولا أريد الكلام على الضمان السوري. فنحن لا نفرض إرادتنا على السلطات في دمشق ونكتفي بمواكبة الملف وتقديم الدعم اللازم. وإذا كان هناك ضمان للاتفاق لا يمسّ السيادة السورية فلا بأس به. ولكن، لا يجوز أن يكون هناك شرطي على الشرطي السوري".

يعلّق زاسبكين على ما يتردّد عن «تباينات» ستنمو بين روسيا وإيران في سوريا، ويقول: «هذا تبسيط للأمور. نحن لن نختلف مع إيران في سوريا. وهناك تعاون بين الدولتين، ولكن لا يجوز الاعتقاد أنّ لهما موقفاً موحداً. فلكل منهما هدفه. وإيران تُمثّل محور المقاومة ونحن لسنا جزءاً منه، ولكننا ندعمه. وخلافاً لما يقال، أعتقد أنّ الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الإيرانيين تدفعنا إلى التقرّب منهم أكثر، لا إلى الابتعاد».

وإذ يُسأل السفير: ثمة مَن يعتقد أن إيران ترغب في تعميم تجربة لبنان على سوريا، أي يكون هناك نظام حكم مركزي وميليشيا موازية، فما موقف روسيا من خيار كهذا؟ يجيب: «لا مجال لميليشيات موازية في سوريا. الظروف التي فرضت نشوء هذا الواقع في لبنان ليست هي نفسها الظروف في سوريا. وعلى العكس، تبذل إيران جهدها لتقوية نظام الأسد وتثبيت حضوره، ولذلك هي تدعمه على بسط نفوذه».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o