Feb 12, 2019 7:34 AM
صحف

ظريف يعرض الخدمات الايرانية ولبنان "يُحاذر" القبولّ

افادت "النهار" ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عرض في لقائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمروحة واسعة من الخدمات ‏والمساعدات الإيرانية للبنان، من الاقتصادية الى الاجتماعية الى الصحية، وصولاً الى العسكرية، متناولاً مجالات ‏البناء والإعمار، والطاقة، والدفاع، والخبرات، والصحة. لكنه لم يخض في التفاصيل، كذلك فعل رئيس ‏الجمهورية مكتفياً بالتعبير عن الشكر لهذا الدعم. وحرص المسؤول الايراني على القول إن بلاده تراعي ‏الخصوصية والمصلحة اللبنانيتين، وانه في الامكان دونما احراج تقديم مساعدات كالتي تقوم بين ايران والاتحاد ‏الأوروبي بعيداً من اي محظورات، وفق الآلية المعتمدة مع عدد من الدول الصديقة لإيران. كما شدد على ان ايران ‏تسعى الى أفضل العلاقات مع كل الأطياف اللبنانية وليس فقط مع طرف واحد أو فريق دون آخر. وجدد الدعوة ‏المتكررة من الرئيس الايراني حسن روحاني للرئيس عون لزيارة ايران، وسمع في المقابل الشكر نفسه من غير ‏الخوض في موعد.
وأبلغت مصادر متابعة "النهار" انه في ظل الحصار الدولي على ايران، ثمة محاذير في قبول المساعدات انطلاقاً ‏من التخوّف من تعريض لبنان لضغوط وعقوبات، باعتباره الحلقة الأضعف ولا يمكن اقتصاده ان يتحمل. اما ‏بالنسبة الى قبول مساعدات أو هبات عسكرية من ايران، ففي ذلك استحالة انطلاقاً من ان كل الأسلحة في حوزة ‏الجيش والأجهزة الأمنية هي غربية ولا يمكن ملاءمة السلاح الايراني معها‎.‎

تفهّم ايراني للتريّث اللبناني: وافادت "الشرق الاوسط" ان ظريف أصغى لمحدثيه الرسميين اللبنانيين، متفهماً تريثهم فيما عرضه عليهم من استعداد بلاده لتقديم المساعدات في مجالات متنوعة تشمل ليس فقط العسكري منها بل ايضاً الخدمات والبناء والطاقة، ذلك ان فريقاً سياسياً وازناً لا يؤيد بلاده في دعمها لفريق سياسي وصاحب قوة عسكرية لا يستهان بها، والتي يعتبرها هذا الفريق خصماً له.

واوضحت مصادر المشاركين في اللقاءات لـ"الشرق الأوسط" "ان المسؤول الإيراني جدّد للرئيس ميشال عون الدعوة الرسمية من الرئيس حسن روحاني لزيارة إيران للمرة الثالثة آملاً بتلبيتها في وقت قريب. واثنى على حكمته التي ادت إلى التوصل إلى ولادة الحكومة. وشدد على تصميم بلاده على إقامة افضل العلاقات مع لبنان بشكل رسمي ومع جميع اطياف المجتمع اللبناني".

ولوحظ ان ظريف كان يوافق ويثني على ما يقوله باسيل في المؤتمر الصحافي المشترك، ولم يخف اغتباطه عندما اعلن ان لبنان اعتذر عن الاشتراك في مؤتمر وارسو الذي تنظمه الولايات المتحدة الأميركية لاتخاذ موقف من إيران وسياساتها.

التبادل بالليرة: وذكرت "الاخبار" ان ظريف وخلال لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين، اقترح آلية للعمل المشترك شبيهة بتلك القائمة بين ايران وعدد من الدول الأوروبية بالإضافة الى روسيا وتركيا والصين والهند وغيرها، بحيث تجنّب لبنان مخاطر العقوبات. والاهم من ذلك أن رئيس الدبلوماسية الإيرانية اقترح على المسؤولين اللبنانيين إجراء تعاملات تجارية بالعملة الوطنية، أي بالليرة اللبنانية! هذا الاقتراح الشديد الاهمية يعني، بصورة واضحة، أن التذرع بالعقوبات الأميركية لم يعد كافياً لتبرير عدم فتح آفاق جديدة امام الاقتصاد اللبناني. وبطبيعة الحال، فإن الدولة الإيرانية تريد تحقيق مصلحتها في أي تبادل تجاري مع لبنان، رغم صغر السوق اللبنانية. لكن المهم في الامر أن هذا الاقتراح يحقق مصلحة لبنانية كبرى، يكاد ينتفي معها وجود أي سلبية. ففتح باب الاستيراد بالليرة اللبنانية يؤدي، بالدرجة الاولى، إلى تعزيز قوة هذه العملة، وبالدرجة الثانية، يخفف العبء عن ميزان المدفوعات (الفارق بين العملة الصعبة التي تدخل لبنان وتلك التي تخرج منه ـــ وبدرجة أولى نتيجة تمويل الاستيراد). كذلك فإن باب الاستيراد بالليرة يفتح باباً آخر، وهو التصدير، بسهولة، إلى إيران ذات السوق الكبير. وسبق لروسيا أيضاً أن اقترحت على لبنان تسديد ثمن مشتريات منها بالليرة اللبنانية، لتجنّب العقوبات.

‎ ‎

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o