Feb 11, 2019 3:46 PM
خاص

بعد فشل الوساطة المصرية..روسيا تحاول إنعاش المصالحة الفلسطينية
عباس يرفض اي لقاء مع "حماس":ورقة اقليمية يجب ان تنخرط في منظمة التحرير!

المركزية- يبدو ان المساعي المصرية على خط تحقيق مصالحة نهائية بين حركة فتح وحركة حماس الفلسطينيتين، بلغت حائطا مسدودا في الايام الماضية. فقد قابلت "فتح" اقتراحَ القاهرة رعاية لقاءات بين الاولى وحماس، بالرّفض المطلق.

وبحسب ما توضح مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن مصر طرحت في الاسابيع المنصرمة، عقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في القاهرة، غير ان "فتح" رفضته. وقد اكد احد قيادييها عزام الاحمد "اننا لا نريد مقابلة حماس في اي مكان".

وإزاء تعثّر الجهود المصرية، قررت "حماس" التوجّه الى روسيا، علّ الاخيرة تفلح في التوصل الى صيغة تفاهم بينها وبين منظمة التحرير. فكان ان دعت موسكو الى عقد محادثات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة على اراضيها، يومي 13-14 من الشهر الجاري، برعاية روسية، على أن تلتقي الفصائل الفلسطينية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 13 شباط، وأن يصدر الجانب الروسي بيانا بعد اللقاء مع الفصائل.

وعليه، وصل مساء الأحد، وفد حركة حماس الفلسطينية إلى العاصمة الروسية للمشاركة في الحوار الذي دعت إليه الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية، بغية دفع عملية المصالحة.

الا ان هذا المسعى بدوره، مجهول المصير، ويبدو لن يؤتي ثماره المرجوة. ذلك ان "فتح" تعاطت معه بفتور. فهي ترددت أصلا في التوجه الى روسيا للمشاركة فيه، قبل ان تعلن رفضها اي لقاء "ثنائي" بحركة حماس في روسيا، مفضلة ان تبقى الاجتماعات جامعةً لكل الفصائل.

كل ذلك فيما حل عباس المجلس التشريعي الفلسطيني ويحاول تشكيل حكومة منفردا. الا انه اضطر امس إلى تأجيل التأليف بسبب رفض غالبية فصائل منظمة التحرير المشاركة فيها. ولم يحقق وفد حركة "فتح" خلال المشاورات مع مختلف فصائل منظمة التحرير، الأسبوع الماضي، في شأن تشكيل الحكومة الجديدة، أي تقدم يسمح بتشكيل حكومة ائتلافية. واشترطت غالبية الفصائل في منظمة التحرير المشاركة في الحكومة بأن تكون الحكومة حكومة وفاق وطني، تعمل على تحقيق مهمتين هما: "إنهاء الانقسام" و"إجراء انتخابات عامة".

المصادر تعزو مواقف عباس المتشددة هذه، الى انزعاجه من كون اطراف في المنطقة، وتحديدا ايران، تسعى الى توظيف ورقة حماس والجهاد الاسلامي، في السياسة الاقليمية، وتستخدمها ورقة للضغط في مفاوضاتها ولتعزيز مواقفها في كباشها مع الغرب والعرب، من جهة، في حين يتم التهويل بها امنيا، أكان ضد تل ابيب او ضد رام الله، عند الحاجة كما يحصل في غزة الان، من جهة ثانية. وعليه، تشير المصادر الى ان الرئيس عباس ابلغ المسؤولين المصريين وكذلك الغربيين ومن راجعه في موضوع حل الازمة مع حماس، انه يرفض اي مصالحة مع الحركة. ولسان حاله "اذا كانت حماس تسعى لدعم القضية وايجاد حل عادل لها، فعليها ان تنخرط في منظمة التحرير الفلسطينية، لان لا حديث مع اي فصيل او مكون فلسطيني خارج اطار المنظمة".

وفي وقت تنبّه من ان الوضع في الاراضي الفلسطينية خطير ويتجه الى التصعيد، تلفت المصادر الى ان إحياء مساعي رأب الصدع بين فتح وحماس ملح لا سيما في ظل الضغوط الاميركية المتجددة لإحياء صفقة القرن لحل النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، فهل تنجح المبادرة الروسية في إنعاش المصالحة؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o