Feb 11, 2019 3:42 PM
خاص

زيارة ظريف... محاولة تثـبيت نفوذ ايراني لن يُنفَذ لبنانيـــا
هدف دعائي تعويمي من طهران الى بيروت عشية مؤتمر وارسو

المركزية- فيما تضع بولندا اللمسات الاخيرة على الترتيبات الخاصة باستضافة مؤتمر "تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والتصدي للممارسات الإيرانية"، الذي ينطلق بعد غد الاربعاء في العاصمة وارسو بمشاركة 76 دولة، بما يعني حجم هذه المشاركة على مستوى تضييق الخناق على طهران في المرحلة المقبلة انسجاما مع القرار الاميركي بعقد مفاوضات جديدة حول الملف النووي الايراني خاضعة لشروط واشنطن التي تراهن على ان مفعول العقوبات المفروضة على ايران سيفعل فعله في هذا المجال بالتنسيق مع حلفائها بعد توحيد

الجهود الدبلوماسية على المستوى الدولي، وبعيد سلسلة محطات اميركية في بيروت بدأت مع مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل ثم قائد المنطقة الاقليمية الوسطى في الجيش الاميركي جوزيف فوتيل قبل ان يزورها نائب وزير الخزانة مارشال بيلنغسلي، حطّ وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف في لبنان ليقدم وفق ما اعلن التهاني للمسؤولين بتشكيل الحكومة وتقديم ما يلزم من الدعم الايراني، الذي مهما صدرت من مواقف في شأنه، سيبقى كما تقول اوساط سياسية سيادية لـ"المركزية" حبرا على ورق يمكن في اي لحظة ان " يغلوه ويشربوا زومو" فالجمهورية الاسلامية تعرف سلفا ان عروضاتها مرفوضة اولا لانها مشمولة بالعقوبات التي لا يمكن للبنان ان يعرّض نفسه لتداعياتها في حال خرق القرار الاميركي وثانيا لعدم توافر التوافق اللبناني الداخلي في هذا الشأن.

اما لماذا حضر ظريف، فتعتبر الاوساط انه حرص على توجيه رسائل تبدأ بواشنطن وتمر بالرياض ولا تنتهي في اتجاه الداخل الايراني، وعلى اعتبار لبنان شقيقا، واضعا نفسه في مقام الاشقاء العرب وهو ما اشار اليه غمزاً امين عام جامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط الذي يزور بيروت اليوم بقوله "لا يوجد سباق بين الجامعة العربية وايران على لبنان لسبب واحد وهو ان لبنان دولة عربية وعضو في الجامعة". كل ذلك تصفه الاوساط بالدعاية السياسية الهادفة الى تزوير الواقع لا سيما المتصل بلبنان. فبعد ان اعتبرت طهران اثر الانتخابات الرئاسية انه بات لها رئيس في لبنان وفي اعقاب الانتخابات النيابية ان 75 في المئة من المجلس النيابي يدور في فلكها جاء وزير خارجيتها ليضيف الى المعتقدات الايرانية ان الحكومة ايضا ايرانية بامتياز. في هذا المجال، تقول الاوساط لو كان الرئيس ميشال عون مواليا لايران كما تدعي، لكان على الاقل زارها ولو مرة واحدة منذ انتخابه قبل سنتين ونيف خلافا لما فعل تجاه المملكة العربية السعودية التي افتتح منها برنامج اطلالاته على الخارج، الا ان الرئيس عون لم تطأ قدماه ارض الجمهورية الاسلامية لانه يدرك تداعيات زيارة من هذا النوع في هذا التوقيت بالذات على لبنان وجمهوريته المؤتمن عليها، اما المجلس النيابي فلم يثبت يوما منذ انتخابه ان دفته تميل لصالح فريق سياسي موال لايران والا لكان تمكن على الاقل من اقرار مشروع واحد يثبت هذا الانتماء، وقد اثبتت التجربة ان التوازن السياسي هو سيد المجلس النيابي. وتضيف: اذا كانت الحكومة ايرانية الهوى كما يدعون فأين منها استعادة البيان الوزاري الثلاثية الشهيرة "جيش وشعب ومقاومة" التي لم يعد لها من اثر في متنه.

واذا كانت بيروت لا تقفل ابوابها في وجه اي زائر عربي او اجنبي، كما تعتبر الاوساط، فإن اقصى ما يمكن لايران ان تقتنصه من الساحة اللبنانية راهنا هو فُتات موقف سياسي لا ترجمة عملية له وايحاء ببسط نفوذ لن يلقى اصداء للتنفيذ ما دام " النأي بالنفس" "فرض واجب" على لبنان، وهو ما سيسمعه المسؤول الايراني الضيف من رئيس الحكومة سعد الحريري بدبلوماسيته المعهودة على الارجح في لقائهما مساء في السراي. والزيارة ستنتهي كما بدأت، محاولة رفع معنويات من طهران الى بيروت عشية مؤتمر وارسو ولكن...  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o