Feb 11, 2019 1:57 PM
خاص

"إنزال" سياسي-دبلوماسي ايراني في بيروت غداة التأليف: الحكومة ولبنان حلفاؤنا!
دعم طهران غير قابل للصرف عمليّا والهدف من طرحه توجيهُ رسائل دولية واقليمية

المركزية- لم تكد الحكومة الجديدة تبصر النور، حتى نفّذت ايران "إنزالا" سياسيا- دبلوماسيا على ضفافها، محاوِلة القول ان مجلس الوزراء "الوليد" خصوصا، ولبنان عموما، يقف في خندقها في المنطقة، على حد تعبير مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". وصولُ وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الى بيروت "على عجل"، فيما الحكومة لم تنل الثقة بعد، مهّد له الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بحديثه عن استعداد طهران لمساندة لبنان عسكريا وإنمائيا و"طبيا"، وهو ما سارع "الدبلوماسي الضاحِك" الى تأكيده ما إن وطأت قدماه ارض مطار رفيق الحريري الدولي.

المصادر تشير الى ان الدعم العتيد الذي يحمله ظريف في جعبته، ليس في الواقع قابلا للصرف العملي. فكيف يمكن لطهران ان ترسل دفاعات جوية للجيش اللبناني فيما هي غير قادرة على ايصالها الى دمشق واستخدامها هناك؟ ثم لماذا لم يرسل السلاح المذكور الى المؤسسة العسكرية في السنوات الماضية خاصة وان طهران اعربت منذ مدة عن نيتها دعم الجيش؟ اما الادوية الايرانية التي تريد الجمهورية الاسلامية تصديرها الى بيروت، فكيف يمكن للبنان تسديد ثمنها في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران والتي يحاول الاوروبيون جاهدين ايجاد آليات للالتفاف عليها (آخرها انستكس)، من دون ان ينجحوا حتى الساعة في ايجاد طريقة تقيهم شرّ الاجراءات العقابية الاميركية؟ هذه الوقائع، تقود الى الاستنتاج بأن هدف زياة ظريف ليس عرض المساعدة، بل توجيه رسائل الى الغرب والعرب في آن، عنوانها "بيروت ساحة من ساحات نفوذنا وورقة من اوراق قوّتنا في المنطقة"... وعلى مسافة ايام قليلة من مؤتمر وارسو الذي دعت اليه الولايات المتحدة وسيخصص لتنسيق الجهود الدولية لتطويق ايران في الشرق الاوسط، تريد ايران القول للبيت الابيض إن مساعيه لتكبيل طهران فشلت، فهي غير محاصرة وقادرة على التحرّك اقليميا في اكثر من بقعة ومنها لبنان، كما انها غير متأثرة بالعقوبات بالحد الذي تصوّره واشنطن، اذ هي لا تزال قادرة على عرض المساعدة على دول أخرى! أما للعرب، فتحاول ايران القول "انتصرنا في لبنان، وبعد ان فاز حزب الله وحلفاؤه بالاكثرية النيابية، هاهي الحكومة الجديدة تكرّس بتوازناتها و"هويّة" بعض وزرائها، هذا الانتصار وتثبّت ان بيروت فعلا من العواصم العربية الاربع التي نسيطر عليها (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء)".

واذ تشير الى ان هذه "الطحشة" استدعت تحركا من المحور الآخر في المنطقة حيث يستعد المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا لزيارة بيروت الاربعاء المقبل على رأس وفد، حيث يلتقي المسؤولين اللبنانيين، تؤكد المصادر ان لبنان لا يمكن اقتلاعه من محيطه العربي وإلحاقه بالجمهورية الاسلامية والفرس في المنطقة. كما من المستحيل "عمليا" ان يتعاون مع ايران اقتصاديا او عسكريا لان هذا التعاون سيضعه في مواجهة مع المجتمع الدولي بأسره (ومع واشنطن في شكل خاص)، الذي خصص للبنان مساعدات على كافة المستويات بمليارات الدولارات.

وإزاء الصراع الاقليمي المتوالي فصولا في الميادين العربية ويتخذ شكلَ حروب ومواجهات دامية، والذي يظهر في بيروت اليوم على شكل دبلوماسي-سياسي فقط "والحمد لله"، اعتمادُ الحكومة سياسة "الحياد عن المحاور" هو الخيار الافضل. وقد بدت لافتة في هذا السياق، تغريدة الرئيس سعد الحريري اليوم اذ قال "الخلافات الإقليمية لن تؤثر على وضع لبنان الداخلي، لأن الجميع متفق على التركيز على الاقتصاد اللبناني والقيام بكل الإصلاحات التي وضعت في "سيدر" والموجودة في البيان الوزاري".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o