Feb 10, 2019 7:41 PM
خاص

لبنان منصة لتوجيه الرسائل الايرانية للخليج!

المركزية - تتوجه الأنظار الى حجم "الهجمة الدولية" باتجاه لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة وسط قراءات متباينة تتوزع بين الإصرار على حماية الستاتيكو الأمني والحفاظ على الاستقرار وبين الحاجة الى توجيه رسائل اقليمية عبره في اكثر من إتجاه. فموقع لبنان الجغرافي في قلب المنطقة المشتعلة يجعله منصة لرسائل مماثلة خصوصا ان من يسعون الى هذا الهدف يزورونه كونهم لا يستطيعون زيارة سوريا بالنظر الى حجم المخاطر المحيطة بمثل هذه الزيارة او استحالتها.

وتقول مصادر دبلوماسية لـ "المركزية" ان ليس دقيقا القول ان معظم زوار لبنان لا يستطيعون زيارة دمشق، باستثناء الموفدين الإيرانيين الذين يتجولون بين لبنان وسوريا بأقل الإجراءات الدبلوماسية والأمنية. فالحدود بين البلدين مفتوحة لمجموعة من القادة العسكريين والسياسيين الحزبيين من سوريا والعراق الذين يقومون بزيارات سرية لا تطالها عيون الإعلاميين وربما بعض الدبلوماسيين وأجهزة المخابرات المتعددة الموجودة في لبنان، وآخرها بحسب المعلومات عراقي حيث رعى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مفاوضات عراقية – عراقية  استمرت خمس ساعات من اجل التفاهم على هوية وزير الداخلية العراقي وتردد انها تكللت بالنجاح .

في الموازاة حطّ في بيروت وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حيث يبدأ غدا لقاءات سياسية وحزبية ورسمية لشرح المواقف الإيرانية وتوجهاتها في المرحلة المقبلة في مواجهة الحصار الأميركي وبرامج العقوبات التي ستعززها الإجراءات المقبلة على حزب الله وبعض التنظيمات التي تدور في الفلك الإيراني.

وتكتسب زيارة ظريف الى السرايا مساء غد  أهمية خاصة اذ تتوجه اليها الأنظار لمعرفة ما سيدور في اللقاء وما هي الرسالة التي سيحملها ظريف للرئيس سعد الحريري. وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" إن صح ان الزيارة الأخيرة للسفير الإيراني في بيروت جلال فيروزنيا الى الرئيس الحريري في بيت الوسط في اعقاب زيارات الموفدين الأميركيين الى بيروت قد فتحت الطريق امام تشكيل الحكومة العتيدة عبر التسهيلات والضغوط التي مارسها حزب الله في اكثر من اتجاه، فان زيارة ظريف ستحمل رسائل اضافية بالغة الأهمية، في طياتها الكثير من الأسرار المحفوظة في ذاكرة الإيرانيين والرئيس الحريري وحدهما.

والى هذه المعطيات، تتوقع المصادر ان يتحول لبنان بعيد تشكيل الحكومة الى موقع لتوجيه الرسائل الإيرانية الى الرياض ودول الخليج العربي، في ما لو صحت المعلومات ان طهران تراهن على دور وسيط لرئيس الحكومة اللبنانية في هذا الإتجاه وهو ما لم تنفه مراجع دبلوماسية دعت الى مراقبتها والتثبت من صحتها ومضمونها ومدى الرهان الصحيح على نجاحها.

والى الزيارة الإيرانية تتجه الأنظار الى زيارة الأمين العام للجامعة العربية  أحمد ابو الغيط  لما تشكله من بداية ورشة اتصالات دبلوماسية عربية تقودها الجامعة في إطار المساعي المبذولة لإعادة سوريا اليها قبل قمة تونس العربية الدورية السنوية نهاية آذار المقبل في اعقاب الخروقات التي سجلتها بعض الدول العربية على المستوى البرلماني والتي اثارتها الدعوة الأردنية الى الجانب السوري للمشاركة في مؤتمر للبرلمان العربي على أراضيها.

وفي اطار الزيارات الدولية  بعد تشكيل الحكومة تصل الى بيروت في 25  الجاري الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في زيارة تقرر ان تكون في طريق عودتها الى اوروبا من المؤتمر الأورو متوسطي المقرر عقده في شرم الشيخ في 24 و25 الجاري.

وتكتسب هذه الزيارة أهميتها بالنظر الى حجم الدور الأوروبي في سلسلة المؤتمرات المقبلة التي تكون قد تبلورت نتائجها ولا سيما المؤتمر الذي دعت اليه واشنطن تحت عنوان "مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط" المقرَّر برعاية أميركية - بولندية في 13 و 14 الجاري في وارسو بهدف تجميع حلفائها القدامى والجدد في مواجهة ايران وحلفائها، تزامنا مع انتهاء اعمال القمة الثلاثية التي ستستضيفها موسكو في 14 شباط الجاري ايضا والتي ستجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل من نظيرَيه التركي رجب الطيب اردوغان والإيراني حسن روحاني.

****

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o