Feb 10, 2019 1:42 PM
خاص

عشية الانسحاب الاميركي..اعادة انتشار إيرانية في سوريا تُمهّد لخروج تدريجي؟
"لقاء سوتشي" المرتقب مناسبة لابلاغ بوتين روحاني برسالة "بات يعرفها جيدا"!

المركزية- بالتزامن مع معلومات نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية منذ ساعات، عن استعداد الجيش الأميركي لسحب كل قواته من سوريا بنهاية نيسان القادم، انتشرت معطيات نابعة من أكثر من مصدر، عن إفراغ القوات الايرانية الموجودة في سوريا، القاعدةَ التي تحتفظ بها في محيط مطار العاصمة السورية، تمهيدا للانتقال إلى قاعدة "تيفور" القريبة من حمص وسط البلاد.

وفي وقت نفى توم كروسون، مدير مكتب وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، الجمعة، تحديد البنتاغون موعداً لسحب القوات الأميركية، تشير مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، الى ان المهم ليس "توقيت" الخروج، بل في أنه حاصل حتما، ولم يعد موعده بعيدا.

فالرئيس الأميركي دونالد ترامب اعلن أن "دول التحالف الدولي نجحت بإنهاء تنظيم "داعش" في سوريا والعراق"، مشيرا، خلال اجتماع للتحالف في واشنطن الأربعاء الى "اننا سنعلن الأسبوع المقبل غالباً، القضاء بنسبة 100% على داعش في سوريا والعراق"، لافتاً إلى أن "قواتنا ستعود مباشرة بعد القضاء على داعش"، ما يعني ان البيت الابيض يمهّد الطريق لسحب قواته من سوريا، بعد انهاء مهمتها.

وفي وقت بات معلوما ان هذا الخروج يحصل بتنسيق "من تحت الطاولة" مع الروس، بحيث يتولّون هم مهمّة إخراج القوات الايرانية من سوريا، تشير المصادر الى ان التراجع الايراني من دمشق نحو حمص، يُعَدّ مؤشرا الى سلوك التفاهم بين موسكو وواشنطن، طريق التنفيذ الميداني.

والارجح، وفق المصادر، ان خروج القوات الاجنبية كلّها من سوريا، سيحصل في الوقت نفسه، كخطوة اساسية لوضع قطار الحل السياسي للنزاع على السكة الصحيحة. ووفق المصادر، فهذا الانسحاب سيحصل على مراحل، وتدريجيا، وربما بدأ بعمليات "إعادة انتشار"، على شكل ذلك الذي ستنفّذه القوات الايرانية، بحيث تُخلي قواعدها قرب مطار دمشق وتنتقل منها الى حمص.

والحال ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يستعد للاجتماع في 14 شباط في سوتشي الى نظيريه التركي رجب طيب اردوغان والايراني حسن روحاني، سيبلغ الاخير مجددا بأن الخروج الايراني من سوريا بات ضروريا، مع العلم ان الأداء والمواقف الروسية في سوريا في الاسابيع والاشهر الماضية، يُفترض ان يكونا أوصلا هذه الرسالة بوضوح الى طهران. فموسكو غضّت الطرف عن اكثر من غارة اسرائيلية على مواقع ايرانية في سوريا ولم تحرّك أنظمتها الدفاعية الموجودة فيها للتصدي لها. كما اعلن اكثر من مسؤول روسي ان موسكو ليست "حليفة" طهران في سوريا. كلّ ذلك في وقت يستعد الرئيس الروسي للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اسبوعين في موسكو، في خطوة تشكل في حد ذاتها، دليلا الى رضى او "لا ممانعة" روسية لاجراءات تل أبيب في سوريا.

واذ تشير الى ان ايران لن تتعاون بسهولة مع المطالب الروسية ولن ترضخ بسهولة للضغوط الدولية، بل ستماطل في الانسحاب متمسّكة بمقولة انها "موجودة في سوريا بناء لطلب من دمشق"، تلفت المصادر الى ان الارادة الدولية بانهاء الحرب في سوريا معطوفة على العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران والغارات العسكرية التي تتعرض لها، ستدفعها في نهاية المطاف، ولو بعد حين، الى الرضوخ...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o