Feb 10, 2019 7:31 AM
صحف

مجلس الأمن حدّد "وصاياه" لبنانياً

تَدْخُلُ المرحلةُ الجديدة في لبنان التي انطلقتْ مع تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري حيّزَ التنفيذِ الأسبوع الطالع الذي يزخر بمحطاتٍ داخلية وحركةٍ ديبلوماسية نشطة في اتجاه بيروت لن تحجب الأضواء عن الذكرى 14 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري التي سيحييها "تيار المستقبل" عبر سلسلة محطات.

وفيما انطبع يوم أمس بصورةِ «الدولة»، مكتملة النصاب الرئاسي، التي ارتسمتْ خلال الاحتفال بعيد مار مارون الذي أقيم في حضور رئيسيْ الجمهورية العماد ميشال عون والبرلمان نبيه بري والرئيس الحريري والذي اختصرتْه عبارة بري بأن «العيد عيديْن» هذه السنة في إشارة الى ولادة الحكومة، فإن الورشةَ الحكوميةَ الجديدة تقف أمام استحقاق مثول التشكيلة الثلاثينية أمام البرلمان الثلاثاء والأربعاء لنيل ثقةٍ يُتوقَّع أن تكون قياسيةً.
وعشية جلسات الثقة، ستكون بيروت بدءاً من اليوم على موعد مع زياراتٍ بالغة الدلالات لِما تنطوي عليه من أبعاد إقليمية ولا سيما لجهة محاولة «الاستثمار» في الواقع الجديد الذي عكستْه توازنات الحكومة التي اعتُبرتْ «أفضل الممكن» قياساً الى موازين القوى التي أفضتْ إليها نتائج الانتخابات النيابية التي صبّت في مصلحة «حزب الله» وحلفائه.
وفي هذا السياق تضرب العاصمة اللبنانية موعداً اليوم وغداً مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في محطةٍ اعتبرتْها أوساط سياسية بمثابة رسالةٍ من طهران يراد منها الإيحاء بـ«تفوُّقها» و«أبوّتها» لما يتم التعاطي معه على أنه مسار جديد في «بلاد الأرز».
ورغم الكلام عن أن زيارة ظريف تأتي بعد سلسلة محطات لمسؤولين أميركيين في لبنان أبرزها لديفيد هيل الذي تحدّث «بلا قفازات» عن مواجهة إيران و«حزب الله» وأنها تستبق مؤتمر وارسو في 13 و14 الجاري، فإن مصادر مطلعة تعاطتْ معها على أنها محاولةٌ لـ«إغراق» الحكومة الجديدة في «الرمال المتحركة» الإقليمية، ولا سيما بعد مواقف الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن أن إيران لن تكون وحيدة في أي مواجهة مع أميركا عارضاً المجيء بمنظمة دفاع جوي من طهران للبنان وفتْح الباب أمام مساعدات في قطاعات عدة الكهرباء والدواء.
وفي الوقت الذي يجري رصْد إذا كان ظريف سيثير مع المسؤولين اللبنانيين «جدول الأعمال» الذي وضعه نصرالله، تعتبر المصادر أن مثل هذا الأمر محكوم سلفاً بمحاذير يدركها لبنان الرسمي وليس أقلّها كشْفُه على العقوبات الأميركية وإلحاقه عملياً بالمحور الإيراني «من خارج نص» النأي بالنفس الذي تعتمده بيروت، ولو
كـ«إعلان نيات» تجاه المجتمعين العربي والدولي.
واستوقف المصادر نفسها أن مهمة ظريف في بيروت، والتي تَبرز فيها لقاءات سيعقدها اليوم (في مقر سفارة بلاده) مع تنظيمات لبنانية وفلسطينية تدور في فلك إيران، سرعان ما قوبلتْ بمحاولةٍ للجْم معانيها حتى قبل وصوله، عبر تطوريْن عكسا مسعى لإحداث توازن مع إيران في لبنان وفي الوقت نفسه تسابُقاً خارجياً على الإحاطة بالمرحلة الجديدة فيه، وهذان التطوران هما:
* الإعلان عن ان زيارة ظريف ستتزامن مع محادثات سيجريها الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط في بيروت وتهدف الى التهنئة بتشكيل الحكومة وتسليم عون دعوة لحضور القمة الأورو - متوسطية، المقررة في 24 و25 الجاري في شرم الشيخ، وسط تقارير تحدثت أيضاً عن احتمال زيارة المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا للبنان، وهي الخطوة التي من شأن حصولها أن يعكس قراراً من الرياض بعدم ترْك «بلاد الأرز» ترتمي بالكامل في الحضن الإيراني.
* تهنئة مجلس الأمن لبنان بتأليف الحكومة مع تحديد ما يشبه «خريطة الطريق» الدولية لعملها، بدءاً من «التطبيق الملموس لسياسة النأي بالنفس عن أي صراعات خارجية باعتبار ذلك أولوية مهمة وفق المنصوص عليه في الإعلانات السابقة خصوصاً إعلان بعبدا لعام 2012»، و«تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والالتزامات السابقة التي تتطلب نزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان، كي لا توجد أسلحة سوى في يد الدولة اللبنانية»، مع تأكيد «أنّ الجيش هو القوة المسلحة الشرعية الوحيدة للبنان، وفق الدستور واتفاق الطائف»، ودعوة «الأطراف اللبنانية إلى استئناف المشاورات حول الاستراتيجية الدفاعية (سلاح حزب الله )».
وليس بعيداً عن هذه «الإندفاعة»، جاءت أول إطلالة خارجية للحريري من الخليج وتحديداً من دولة الإمارات التي تَوجّه إليها للمشاركة في مؤتمر«القمة العالمية للحكومات» وإلقاء كلمة على أن يلتقي ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أن تليها في مراحل لاحقة محطات في دول عدة، وسط حرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية - الخليجية ومع بلدان صديقة كضمانة لحفْظ التوازن الداخلي في «بلاد الأرز».

المصدر: الراي

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o