Feb 08, 2019 3:53 PM
دوليات

النص الختامي لاجتماع وزارء خارجية التحالف ضد داعش:
حملتنا ضـده لم تنتهِ وسنمنع عودته الى سوريا والعراق
دعـم الانتقال السياسي في سوريا استناداً إلى بيان جنيف

المركزية- نشر الموقع الرسمي للسفارة الاميركية في سوريا نصّ البيان الصادر عن اجتماع وزارء خارجية التحالف الدولي لهزيمة "داعش" الذي عُقد في واشنطن الاربعاء الفائب بدعوة من الولايات المتحدة.

وفيما يلي نص البيان "اجتمعنا نحن الوزراء والأمناء العامون كذلك رؤساء وفود التحالف الدولي لهزيمة "داعش" في واشنطن هذا اليوم بدعوة من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمراجعة التقدم الكبير الذي شهده العام الماضي ضد "داعش" ومناقشة المرحلة المقبلة في الحملة لضمان الدحر الدائم لـ"داعش". كما نواصل الترحيب بالأعضاء الجدد المنضمين إلى التحالف على مدار العام الماضي، مع الإقرار بمجموعة دول الساحل والصحراء (CEN-SAD) المتمثلة بغينيا وكينيا وفيجي والفلبين. ونظل معا متحدين بقوة في غضبنا إزاء فظائع "داعش" وفي تصميمنا على القضاء على هذا التهديد العالمي والتغلب على روايته الزائفة والمدمّرة. كما نُعيد التأكيد على التزامنا بالمبادئ الإرشادية للتحالف المعتمدة بالكويت في سنة 2018 كذلك نقر بدور التحالف في قطع جهود "داعش" في أنحاء المنطقة وإحباط طموحاته العالمية كما أكد ذلك اعضاؤه. ونحن ندرك ان هذا سيتطلب ان نطوّر ونكيّف جهودنا باستمرار ضد هذا العدو المنتشر كالوباء. وسيظل ضمان الدحر الدائم لداعش في جوهر اولوية الجهد الجماعي الذي يبذله التحالف، حيث لا يزال التهديد عالياً كذلك لتجنّب اي احتمال لظهور "داعش" الميداني في المناطق التي كان يسيطر عليها في الماضي.

نحن نرحب بالتقدم المحرز في العام الماضي في تحرير الأراضي التي كان تنظيم "داعش" يسيطر عليها والتي كانت في السابق تمتد عبر العراق وسوريا فضلا عن تحرير اكثر من 7.7 شخص من طغيان "داعش". وإننا بقيامنا بذلك قد حطّمنا قيادة داعش وأحبطنا حصولهم على الموارد والشبكات العالمية. كما نثني على جهود شركائنا العراقيين، والذين قاموا بعد تحرير بلدهم في كانون الأول 2017 بمواصلة العمليات الأمنية وعمليات مكافحة الإرهاب في جميع انحاء العراق، وقاموا في الوقت نفسه بدعم عمليات التحالف في سوريا. ويسّرنا كذلك استمرار شركائنا في القيام بعمليات هجومية ضد بقايا "داعش" في سوريا، وبدعم من التحالف، من اجل توفير الأمن والاستقرار في المناطق المحررة من "داعش". وان القضاء على البنية الأساسية لداعش ايضا مفتاح لدحر فروعها وشبكاتها بالإضافة إلى انتشار ايديولوجيتها. وساهم التعاون بين التحالف المتعدد الجنسيات كذلك تبادل المعلومات بتعطيل الهجمات المحتملة في جميع انحاء العالم، من خلال إزالة قدرة "داعش" على العمل عبر الحدود الدولية. وقللننا من نفوذ داعش عبر شبكة الإنترنت وضغطنا على الموارد المالية لداعش من خلال تواصل الشركاء في التحالف والإدراج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي كذلك الضربات العسكرية في العراق وسوريا.

إن هذا النجاح قد تحقق بتكلفة باهظة جداً. ونحن تقدر تضحيات جنودنا وشركائنا، والذين كانوا على الخطوط الأمامية لهذا الجهد. كما نقر ونشعر بالأسى لمعاناة عدد لا يحصى من المدنيين في جميع أنحاء العالم على ايدي تنظيم داعش الذي: استخدم العنف ضد الرجال والنساء والأطفال، وقام باستعباد الأطفال والفتيات والاتجار بهم وتجنيد الأطفال وإساءة معاملة اي شخص لا يتفق مع ايدولوجيته وافكاره وافعاله بما في ذلك افراد من الأقليات. كما نؤكد التزامنا الجماعي بضمان حصول المدنيين، الذين عانوا بشكل رهيب على ايدي تنظيم داعش، على العدالة والدعم المستمر الذي يستحقونه من جميع شركاء التحالف. وندعو جميع أطراف النزاع المتواصل على احترام القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان كذلك اتّخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية فوراً ومن دون معوقات. ولا يزال التحالف ملتزما بمكافحة داعش مع الاحترام الكامل للقانون الدولي.

إن الهزيمة الميدانية لداعش في العراق وسوريا تشكّل علامة بارزة في الحرب ضد داعش، لكن هذا الأمر لا يعني أن حملتنا ضد داعش قد انتهت. فهناك حاجة لمزيد من التواصل في العراق وسوريا، حيث لا يزال وجود المجموعة الإرهابية قائما. وأن قيادة تنظيم داعش وشركائه ومؤيدوه يرون خسائرهم الميدانية بمثابة نكسة، وليس هزيمة. ويقوم داعش، كرد على ذلك، باللجوء إلى تكتيكات المتمردين بشكل متزايد في محاولة لزعزعة استقرار سوريا والعراق. ويركّز التنظيم في خط متوازي على زيادة الدعم لفروعه وشبكاته في جميع أنحاء العالم من اجل الاستمرار في القتال من مواقع اكثر سهولة ومن اجل إلهام الإرهابيين المحليين.

لا يزال التحالف ملتزما بمساعدة الحكومة الجديدة لضمان الدحر الدائم لداعش. وإننا نرحب بوزير الخارجية محمد علي الحكيم بصفته اكبر ممثل للحكومة العراقية الجديدة، برئاسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ونؤكد من جديد على دعمنا الثابت للعراق ووحدته وسيادته كذلك وحدة اراضيه الإقليمية. كما نؤيد جهود قوات الأمن العراقية في بناء قوة امنية محترفة ومتمكنة وتحت السيطرة الكاملة للحكومة العراقية، وأشار التحالف إلى التقدم الكبير الذي حققته قوات الأمن العراقية على القيام بعمليات احادية الجانب. وتطمح بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تعزيز قدرات قوات الأمن الوطنية العراقية، بما في ذلك في قتالها ضد الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. ويتطلع التحالف إلى الجهود المستمرة والموسعة لحكومة العراق من أجل تعزيز الأمن المحلي، بما في ذلك للأقليات في العراق، وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من داعش. كما أن التحالف يقدر المساهمات الكبيرة والعمل المستمر لكل من ساهم في محاسبة تنظيم داعش عن جرائمه البشعة، وعلى وجه الخصوص الاحتفاء بنادية مراد والإقرار بعمل كبير مستشاري الأمين العام للأمم المتحدة كريم خان. ونشجع الحكومة العراقية على المثابرة في عملها على تعزيز المصالحة المجتمعية وتعزيز سيادة القانون كذلك زيادة الاستقرار والاستثمارات وتمهيد الطريق لإعادة البناء المستدام في المناطق المحررة كجزء من الجهود الاوسع للتحالف لضمان دحر دائم لداعش. وسيكون التصدي للأسباب الجذرية للصراع عنصرا اساسيا لتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل، بما في ذلك عن طريق قوات الأمن الشاملة والحكم الذي يلبّي احتياجات جميع العراقيين. كما ندعو الحكومة العراقية إلى اتّخاذ الخطوات اللازمة لتسهيل الالتزامات الدولية التي تم التعهد بها اثناء مؤتمر إعادة الإعمار في الكويت في شباط 2018.

نحن ملتزمون بالعمل مع الحكومة العراقية لمواصلة حرمان داعش من الملاذ الآمن ومنع داعش من توزيع مقاتليها أو أسلحتها أو مواردها واستهداف شبكات تيسير عمل داعش. ويشمل ذلك تقديم الدعم لعمليات مكافحة الإرهاب العراقية والدعم المستمر لحكومة العراق من أجل تدريب قوة أمن عراقية متخصصة ومتمكنة. وأننا، وبالتعاون مع شركاء رئيسيين مثل الأمم المتحدة كذلك بالتعاون مع الحكومة العراقية، مصممون على معالجة ما تبقى من الفجوات في العمليات الإنسانية وعمليات تحقيق الاستقرار والانتعاش المبكر لمساعدة السكان المحليين وضحايا النزاعات على التعافي، وبالتالي التقليل من قدرة داعش على التجنيد وإعادة الظهور. وان ضمان محاسبة اعضاء تنظيم داعش على جرائمه، بما في ذلك جرائم الحرب المحتملة والجرائم ضد الإنسانية، وبطريقة تحترم الإجراءات القانونية السليمة وحكم القانون، أمر بالغ الأهمية لتحطيم تنظيم "داعش" ومحاربة ايدولوجيته المنحلة. كما ان التحالف يُدين التدمير والنهب الأيديولوجي للمواقع الأثرية والتحف اليدوية في وقت حاول تنظيم داعش محو التاريخ وإعادة كتابته. ويحتفي التحالف بالمساهمات الغنية التي قدمتها حضارات المنطقة للعالم ويقر بقيمة استعادة التراث الثقافي كجزء من عملية تثبيت الاستقرار في العراق.

إن التحالف يقف مع الشعب السوري دعما للانتقال السياسي الحقيقي استناداً إلى بيان عملية جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يهدف إلى إقامة حكومة شاملة غير طائفية تمثل إرادة جميع السوريين وتحافظ على الوحدة والسيادة ووحدة الأراضي الإقليمية لسوريا. كما اننا، وحيثما يكون ذلك ممكنا، ندعم التعافي وإعادة الاستقرار المحلي الشامل في المناطق المحررة من داعش والحوار المجتمعي وجهود المصالحة من أجل تعزيز الظروف المؤدية إلى حل سياسي سوري كامل للصراع السوري. وسنواصل التركيز على تقديم المساعدات الإنسانية ومساعدات إعادة الاستقرار لتحسين حياة السكان المستضعفين والمساعدة في تمكين العودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين كذلك ضمان الحماية المدنية والحصول على التعليم ووضع مسار للانتعاش المستدام من احتلال داعش حتى يمكن للمجتمعات المحلية من مواصلة إعادة البناء بعزم استثنائي وكرامة والإصرار الذي أظهروه منذ التحرير.

كما نحن ملتزمون بالتعامل مع القضايا الأمنية والقانونية التي يفرضها المقاتلون من الإرهابيين الأجانب لداعش المعتقلين وضمان عدم عودتهم مرّة أخرى إلى ساحة المعركة أو إعادة توطينهم في اماكن اخرى للقيام بهجمات او تجنيد او تدريب او مواصلة ايديولوجية داعش. ذلك ان إنتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب المتمرسين الى مناطق وقارات مختلفة مثل جنوب شرق آسيا وافريقيا امر يُثير القلق بشكل خاص. ويجب اتّخاذ التدابير المناسبة حتى يتم محاسبة مقاتلي وانصار داعش على دعمهم او مشاركتهم في حملة داعش الإرهابية وفقاً لقواعد القانون الدولي المعمول بها. واننا، ودعما لهذا الجهد، سننظر في تبادل المعلومات عن المقاتلين وادلة المعارك بشكل اكثر يسراً بين شركاء التحالف سواء على اساس ثنائي، او عند الإمكان، من خلال الشبكات العالمية مثل الإنتربول. كما ان زيادة إمكانية إقامة محاكمة لأقصى حد تظل اولوية عالمية بالنسبة للمقاتلين من الإرهابيين الأجانب وغيرهم ممن دعموا نشاط داعش. واما بالنسبة للمقاتلين من الإرهابيين الأجانب الذين ما زالوا في المنطقة، فينبغي على التحالف ان يسعى إلى استمرار احتجازهم الآمن والعادل والإنساني. واخيراً، يجب علينا بذل المزيد من الجهود لتطوير برامج فعّالة في مجالي مكافحة التطرف وإعادة الإدماج.

يتوقع التحالف في سنة 2019 ان يتم التركيز على تنفيذ خطط عمل مجموعات العمل. وان اعضاء التحالف، ومع اقتراب الجهود العسكرية التقليدية ضد داعش في سوريا من انتهائها والتحول إلى عمليات الدعم بدل القيام بالدور المركزي، سيفتتحون مناقشة التخطيط للمرحلة المقبلة من الحملة. وقد يتضمن ذلك جهدا لمكافحة عودة تنظيم داعش إلى التمرد في سوريا والعراق. كما يمكن أن تشكل معالجة شبكات داعش العابرة للحدود وفروعها والمجموعات التابعة لها، والتي لا تزال تشكل تهديداً كبيراً، وتشكّل، في بعض الحالات، تهديداً متناميا لأعضاء التحالف مثلما تم تسليط الضوء عليه في اجتماع المديرين السياسيين للتحالف الذي تم عقده في الصخيرات بالمغرب في حزيران 2018 مع التركيز على أفريقيا. وينبغي، على وجه الخصوص، أن يظل التحالف موحداً في جهوده لتقويض شبكة تنظيم داعش من تقليص وصوله إلى فضاء المعلومات كوسيلة لنشر أيدولوجيته السامة ودعايته. وأن التحالف مصمم على زيادة الضغط لإعاقة شبكة داعش في أنحاء المنطقة عبر زيادة تبادل المعلومات والجهود التكميلية في مكافحة التمويل كذلك الاتصالات الاستراتيجية وانفاذ القانون وقطاع العدالة والأمن لأوطاننا. كما ستسعى مجموعات العمل والأعضاء في التحالف إلى ضمان تحقيق اهدافنا عبر النظام الاوسع للدبلوماسية ومكافحة الإرهاب، كذلك لا نسعى إلى تكرار الآليات الحالية وخطوط الجهد. وقد جمع التحالف خبرة ومعلومات فريدة اثناء محاربته لداعش في العراق وسوريا والتي يمكن ان تكون ذات قيمة بالنسبة إلى المنظمات والتجمعات الدولية الأخرى التي تحارب الإرهاب.

نحن سعداء بالزخم الجماعي الذي يولّده التحالف وشركائه، ونعرب مرة أخرى عن تصميمنا على الحاق هزيمة دائمة بداعش. وان تواصلنا المشترك في العراق وسوريا سيستمر. إذ اننا ندرك الحاجة إلى التنسيق والتشاور المستمرين للتحالف عبر جميع مجالات جهوده ولاسيما في البنية الأساسية. كما ان مجموعات العمل الأربع للتحالف، وهي المختصة بالمقاتلين من الإرهابيين الأجانب، ومكافحة تمويل داعش، كذلك الاتصالات، وإعادة الاستقرار، ضرورية، وسنظل ملتزمين بتقدمهم المتواصل. ونتطلع من هذا المنطلق إلى اجتماع المديرين السياسيين في أواخر فصل الربيع وكذلك الاجتماع الدوري لفرق عمل التحالف في السنة القادمة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o