Feb 07, 2019 4:47 PM
تحليل سياسي

البيان الوزاري من المعبر الحكومي الى الثقة النيابية "القياسية"
لودريان يحضّر في بيروت لزيارة ماكرون ودوكان لـ"سـيدر"
ظريف في لبنان الاحد والحريري يلتقي ولـي عهد الامـارات

المركزية- من ممر تحفظ حزب القوات اللبنانية على عدم ادراج عبارة "حصر الاستراتيجية الدفاعية بيد الدولة"، يعبر مشروع البيان الوزاري من طاولة مجلس الوزراء في بعبدا إلى مقرّ "المداخلات والثقة" في البرلمان لنيل ثقة يتوقع أن تكون قياسية، حيث تترقب ساحة النجمة الثلثاء المقبل مبدئيا، مناقشات برلمانية ابرز محاورها "بند المقاومة" بالإضافة إلى إضاءات على اصلاحات "سيدر".

ارتياح فرنسي: وفور اقرار البيان، اعربت اوساط دبلوماسية فرنسية لـ"المركزية" عن ارتياحها لمضمونه، معتبرة انه يشكل مدخلا اساسيا لتطبيق مقررات مؤتمر "سيدر" الذي لم تتوقف حركة التحضيرات الفرنسية لوضعه على السكة اللبنانية فور انطلاق اصلاحاته المطلوبة، وستشهد تسريعا نسبيا في المرحلة المقبلة ليستفيد منه لبنان في مجال انهاضه من حال الركود العام. واكدت ان الاتصالات اللبنانية ناشطة بدورها في هذا المجال، مدرجة الزيارة التي يعتزم وزير الخارجية جان ايف لودريان الى بيروت في اطار التحضير لزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون للبنان وتحديد موعدها .

في المقابل، كشفت الاوساط عن زيارة مماثلة  للموفد الرئاسي الفرنسي بيار دوكان لبيروت قريبا لمتابعة مسار "سيدر" الاصلاحي، على ان يشارك في مؤتمر للمؤسسات المالية المانحة يعقد في 18 الجاري بمشاركة دولية.

الى الامارات: في الانتظار، يتوجه الرئيس سعد الحريري السبت المقبل الى دولة الامارات حيث يشارك في مؤتمر "القمة العالمية للحكومات، ويلقي كلمة للمناسبة. واشارت المعلومات الى ان رئيس الحكومة سيلتقي ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قبل ان يعود الاحد الى بيروت.

مجلس الوزراء: اما البيان الوزاري، فأقر في مجلس الوزراء الذي التأم في قصر بعبدا بعد الظهر، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وسط اجواء ايجابية هادئة ، بتعديلات لغوية طفيفة. وافتتح عون الجلسة قائلا: "البيان الوزاري غطّى كل المواضيع الأساسية ونأمل إنجازها وعدم إضاعة الوقت". أما قبل الجلسة، فاجتمع الرئيس عون برئيس الحكومة سعد الحريري.

وبعد الجلسة قال وزير الاعلام جمال الجراح "الرئيس عون نوّه بانجاز البيان بسرعة وأمل ان يصار الى انجاز افكاره لانها ضرورية وتتصل بحاجات اللبنانيين. واضاف: لا يجب اضاعة الوقت اكثر وقد طلب من الوزراء الاقلال من الجدال السياسي والتركيز على جدول الاعمال"..."الرئيس الحريري راى ان السرعة لانجاز البيان الوزاري كانت لافتة وقد دعا الى مزيد من التضامن الوزاري لان اللبنانيين ينتظرون منا الكثير والانجاز في المواضيع الحياتية". واشار الجراح الى ان "التعديلات في البيان الوزاري كانت لغوية لا جوهرية وتمت اضافة فقرة صغيرة بخصوص الارث الثقافي والمحافظة عليه ولا تحفظات الا من قبل القوات على فقرة المقاومة".

وبعد الجلسة، قال نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني "اعترضنا على عدم ربط بند المقاومة بمؤسسات الدولة الشرعية" والبحث احتاج إلى وقت في الشق المتعلق بسيدر والإصلاحات والتزامات لبنان تجاه المجتمع الدولي"، وتابع: اقترحنا ان يكون تحرير الاراضي من ضمن اطار الدولة لكن هذا الامر لم يتم الاخذ به في البيان لذلك ابدينا اعتراضنا". وافيد ان وزير الدفاع الياس بوصعب تحفّظ على البند المتعلق بالتطويع خصوصاً ان المرحلة المقبلة قد تحتاج الى تطويع عسكريين في مجالات تقنية محددة. وردا على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بشأن امكانية توسطه لدعم ايران للجيش، قال بوصعب "كنت مسافرا ولم أقرأ كلمة نصرالله وحاليا لا تعليق".

ظريف في بيروت: وسط هذه الاجواء، وعشية زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى لبنان يومي الأحد والاثنين المقبلين، برز موقف اوروبي شدد على ضرورة البدء باصلاحات سيدر والتزام النأي بالنفس ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية.

موقف اوروبي بارز: فبعد زيارة سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن ورؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في لبنان، الرئيسَ الحريري في السراي، وزع الاتحاد الأوروبي بيانا اشار فيه الى ان "الوفد هنأ الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، لافتا الى ان "اهم التحديات التي تواجهها هي تقوية مؤسسات الدولة لتأكيد الحوكمة وترسيخ الاستقلال وحصرية سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية". وشدد الديبلوماسيون الأوروبيون على ضرورة البدء بتنفيذ الإصلاحات التي نص عليها مؤتمر "سيدر"، مؤكدين استمرار وقوف الاتحاد الأوروبي الى جانب لبنان في مواجهة أزمة النازحين. ولفت المجتمعون الى أن "استقرار لبنان في هذه المرحلة يشكل أهمية بالغة بالنسبة الى أوروبا، لذلك فإن الاتحاد يعلق أهمية كبيرة على استمرار اعتماد الحكومة لسياسة النأي بالنفس وكذلك التزام جميع قرارات الأمم المتحدة"، مجددين مضيهم في دعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية كما جاء في مؤتمر روما "لأن الجيش بحسب اتفاق الطائف يجب أن يكون القوة المسلحة الوحيدة في لبنان. وشجعوا الحكومة اللبنانية على "إطلاق حوار وطني للبحث في استراتيجية وطنية للدفاع". وأضاف البيان "ما دام الرئيس الحريري مستمرا في مهمته الحيوية لدفع لبنان في اتجاه القيام بإصلاحات مهمة وإبعاده عن الأزمات السياسية والمؤسساتية في منطقة تشهد الكثير من التعقيدات، فإن في إمكانه التعويل على الاتحاد الأوروبي لإنجاز مهمته الحكومية".

النأي والـ1701: في الاثناء، وغداة كلام عالي النبرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كاد يطيح، وفق مصادر سياسية، "النأي بالنفس"، أجرى الحريري صباحا في السراي، محادثات مع نظيره الإيطالي جيوزيبي كونتي، الذي جال على بعبدا وعين التينة ايضا. وكان المؤتمر الصحافي المشترك للرجلين، مناسبة شدد فيها الحريري على التزام الحكومة اللبنانية قرار مجلس الأمن الدولي 1701 وسياسة النأي بالنفس، بصفتهما ركيزتين لاستقرار لبنان. واكد "ان المرحلة المقبلة هي مرحلة عمل، وواعدة بإذن الله، فيها العديد من الفرص الاستثمارية، خصوصا من خلال تنفيذ برنامج الانفاق الاستثماري الذي عرضته الحكومة اللبنانية في مؤتمر "سيدر"، ومنها ما يتعلق بتنفيذ مشاريع البنى التحتية بالشراكة مع القطاع الخاص"، داعيا "أصدقاءنا الإيطاليين الى الاطلاع عن كثب على هذه المشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة في لبنان. وأعرب عن سروري لكون الشركات الإيطالية مشاركة في الفرص الاستثمارية في قطاع النفط والغاز في لبنان".

كونتي: من جانبه، قال كونتي" الشعب اللبناني يمكن أن يكون أكيدا من الدعم الإيطالي لبلد تربطنا به علاقة صداقة راسخة وقوية على أساس الاحترام المتبادل والهوية المتوسطية المشتركة. إيطاليا تقف منذ زمن إلى جانب المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني، وهي ستبقى لتقديم مساهمتها في عملية السلام والحوار والتماسك الاجتماعي. لبنان والحكومة الجديدة لديهما تحديات كثيرة، لكن الرئيس الحريري يركز على نشاطات محددة، وهي الإصلاح الاقتصادي والبنى التحتية، وهو ينوي أن تشارك كل القوى السياسية في هذه العملية، مع المحافظة على النأي بالنفس عن الأزمات في المنطقة". وتابع: "نحن نؤكد التزامنا تجاه لبنان في ما يتعلق بمهمة حفظ السلام، وفخورون بمشاركة قواتنا في مهمات الأمم المتحدة. وتحدثت مع الرئيس الحريري عن أمور عدة، ولا سيما التطورات على طول "الخط الأزرق"، ونتمنى أن يكون الحوار الحل الوحيد من أجل التخفيف من التوترات التي يمكن أن تنتج. نحن هنا على أتم الاستعداد مع جنودنا من أجل القيام بالوساطة ونثق بالوصول إلى نتيجة إيجابية".

بري يحذّر: وكان بري اعلن بعد استقباله كونتي انه أثار معه مسألة "البلوك 9" والتعديات الاسرائيلية الجديدة، وقال:"حذرنا الشركات النفطية ومن بينها "إني" الايطالية من موضوع التعدي الاسرائيلي على "البلوك 9" وسأثير هذا الموضوع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون". وأشار بري الى "ان كونتي ابدى الاستعداد لمؤازرة لبنان في شتى الميادين ولا سيما السياسية والاقتصادية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o