رشيد كرامي: الشهيد الذي لا زال حياً فينا
رثى محمد لمع نائب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان قائلا :في مثل هذا اليوم أول شهر حزيران ١٩٨٧ يكون قد مضى على استشهاد الرئيس رشيد كرامي 36 عاماً، فهوى النسر من عليائه وغاب رجل الدولة وسقط كبير من بلادي شهيد الواجب بيد الغدر والخيانة وهو في الطريق من طرابلس إلى وزارة الدفاع الوطني حيث كان ينتظره الرئيس كميل شمعون للبحث في صيغة تنهي الحالة المأساوية التي يعيشها لبنان وتضميد الجراح التي أحدثتها هذه الحالة الأمر الذي لم يرق لأيدي الفتنة والإجرام والعبث بأمن البلاد فكان رشيد كرامي شهيد الواجب في خطة جهنمية ...
اضاف لمع:
لقدبدأ الرئيس كرامي الحياة السياسية في سن مبكرة ودخل الندوة البرلمانية وله من العمر ثلاثون عاما ً واستمر في نيابته دون انقطاع حتى تاريخ استشهاده كما دخل الوزارة أيضاً للمرة الأولى وهو في الثلاثين من عمره وغايته طوال هذه المدة كانت الحفاظ على وحدة لبنان وجمع اللبنانيين دون تفرقة أو شرذمة والأنفتاح على الشرق والغرب ...
ًًًفي العام ١٩٥٥ تولى رئاسة مجلس الوزراء للمرة الأولى وله من العمر ٣٤ سنةًوكان أصغر رئيس وزراء مع احتفاظه دوماً بحقيبة المال وقد تعاقب على الرئاسة ثماني مرات كان منها ٦ مرات وزيرا للمال حيث عرف بشدة حرصه على المال العام وإنفاقه في أوجهه الصحيحة أكثر من حرصه على ماله الخاص ... فالهدر ممنوع ... والفساد ممنوع ، والمشاريع الوهمية ممنوعة والرشوة ممنوعة ... عاش نظيف الكف بعيداً عن الطائفية والمناطقية والمذهبية مدافعا عن الخط الوطني والعروبي ... ولا زلت أذكر ذلك الموظف الذي استدعاه الى مكتبه في وزارة المال بعد أن وردته عدة شكاوى عن تقاضيه رشاوى على المعاملات التي بين يديه كي ينجزها وكيف صفعه على وجهه أمام رفاقه ، وهو المعروف بهدوئه وعدم انفعاله وقليلة جدا هي الحالات التي تثيره أو ينفعل فيها ...
وقال لمع ان رشيد كرامي كان رجل دولة من الطراز الرفيع جنّب البلاد بحكمته ورويته وعقلانيته الكثير من الخضات التي كانت أيدي الشر تحضّر لها وكان حرصه الدائم العمل على تجنيب الوطن الويلات وإبعاده عن حالات الضياع أو التمزق ...
ان إستشهاد الرئيس رشيد كرامي كان اغتيالاً لوطن أراده الرشيد واحداً موحداً بعيدا عن الطائفية ينسج علاقات أخوة صادقة مع محيطه العربي والعروبي .. وباستشهاده اغتيلت النزاهة والتجرد والحفاظ على المال العام ونبت الفساد مثل الفطر في كل أرجاء الوطن واستشرى الهدر وعمت السرقات ونهبت الخزينة وانهارت الليرة وتزايد الغلاء والتضخم وساءت أوضاع الناس وانتّشر الفقر حتى وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم من تدهور ...
وختم لمع :
رشيد كرامي سلاماً لروحك في عليائك شهيداً ... وسلاماً عليك لبنانياً وطنياً عروبياً تنظر من عليائك متخوفاً على لبنان مما وصل إليه ومما نحن سائرون نحوه من مزيد من الضياع والجشع والطمع والإنهيار لوطن أردته شامخاً تحكمه أياد نظيفة ليبقى جسر التلاقي بين الشرق والغرب ويبقى أيضاً جامعة العرب ، ومصرف العرب ومستشفى العرب فإذا كل شيء يتلاشى دون أن يفيد البكاء على وطن قتله من تولى الحكم فيه إذ ماذا تفعل دمعة في وطن أصبح كله يبكي ...
رشيد كرامي يكفيك كما قال العلامة الشيخ عبدالله العلايلي أن تكون شهيداً للواجب والوطنية والقانون والحق وكلها أصبحت اليوم في خبر كان ...