Feb 20, 2018 1:29 PM
أخبار محلية

سلام: مواجهة التحديات تتطلب مشاركة الجميع فـــي الاستحقـــاق الوطني في 6 ايار

المركزية- أعلن الرئيس تمام سلام، "اننا أمام اختبار جديد في مسيرة قيام الدولة وتدعيمها. ونحن اليوم في مواجهة تحديات داخلية وخارجية تتطلب منا جميعا المشاركة في الاستحقاق الوطني الكبير والمصيري الذي ينتظرنا في ايار المقبل".

وقال سلام خلال حفل تكريمي للدكتور عمر مسيكة: "بعد تسع سنوات من المناكفات والمواجهات السياسية العقيمة التي حالت دون إجراء انتخابات تشريعية، ها نحن نقبل على امتحان ديموقراطي جديد في ظل قانون عصري يعتمد النسبية. الكل يعلم أن هذا القانون لم يأت على مستوى الطموح المشروع للمواطن اللبناني، في الارتقاء بنظامنا الديموقراطي المبني على تدعيم الحريات العامة، ومشاركة جميع اللبنانيين في ولوج مرحلة واعدة للاجيال الصاعدة الطامحة بالانتماء الى وطن يساوي بين جميع ابنائه".

وتابع :"الجميع يدرك الشوائب والتعقيدات الشائكة التي يتضمنها القانون الجديد، سواء على صعيد فهم النصوص أو تطبيق هذا القانون. كما أن التباينات والسجالات السياسية من حوله، هي خير شاهد على ضعف ما تم الاتفاق عليه بين القوى السياسية في غفلة من الزمن، منعا لمزيد من الانقسام والاختلاف".

وقال: "لا ادري من كان وراء إطلاق منصب الأمين العام لمجلس الوزراء. فالتعبير يحمل ما يشير الى أن شاغله ليس مثل زملائه في تنظيم مؤسسات الدولة والتراتبية في الوظائف والمهام. فهو يتميز بإدارته لكل ما يتصل برئاسة مجلس الوزراء ومجلس الوزراء والمؤسسات التي تشرف عليها الرئاسة، مما يجعل الأمين العام، الشخص الأقرب لرئيس مجلس الوزراء، والمتقدم إداريا على زملائه. ومن الطريف أن بعض الوزراء الذين يستمعون إلى الأمين العام شارحا القضايا في مجلس الوزراء، يشعرون أنه واحد منهم وربما أقدر منهم، بسبب خبرته ومعايشته لتفاصيل الملفات في حكومات سابقة. الدكتور عمر مسيكة هو أحد هؤلاء الأمناء الذين خدموا الدولة وحفظوا الأمانة وصبروا وعانوا ولم يتغيروا، وحرصوا على بذل الجهود حتى الإنجاز".

اضاف: "هي مسيرة طويلة وعامرة بالاحداث والشخصيات والوقائع، خطها ووثقها الدكتور عمر مسيكة في كتاب أنيق، جمع فيه حصيلة خمسين سنة من البذل والعطاء في سبيل وطنه، من دون منة أو جميل. لذا، يسعدني اليوم أن أكون بين هذه النخبة الجامعة، والأخوة المشاركين في التحدث عن الدور الوطني الاصيل الذي قام به وعمل بهديه الدكتور عمر مسيكة، في جميع المناصب والمهمات والمسؤوليات التي تولاها بشجاعة وثقة".

واشار الى ان الدكتور عمر شهد على كثير من الاحداث وساهم في الكثير من القرارات الوطنية الكبرى. كان رائده دائما العمل على طرح الافكار والآراء الايجابية والبناءة، التي تساعد على إيجاد الحلول والمخارج المطلوبة، في مواجهة العديد من العقد والعقبات في عالم السياسة والسياسيين. لقد رافق وعاصر العديد من قيادات لبنان، وشارك في صياغة القرارات والاتفاقات التي أرست قواعد العمل العام والاستقرار السياسي في البلد. كما أغنى العمل التشريعي، وقدم مساهمات نوعية أثناء ولايته النيابية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. ولا ننسى دوره في السنوات الأخيرة رئيسا للمركز الاسلامي، عاملا على جمع الكلمة ونشر الفكر السمح، وتعزيز مفاهيم الاعتدال".

وقال: "تميز على الدوام بالأمانة والإخلاص في كل ما يفعل، سواء كان في موقع المسؤولية أو خارجها، فنال ثقة واحترام كل من تعامل معهم في مسيرته العامرة، مما زاده التزاما بمناقبية عالية ومهنية رفيعة. عمر مسيكة نموذج وطني فريد في التعامل مع تطورات الحياة العامة في لبنان ومتغيراتها. هو مثال يحتذى في الحس الوطني والالتزام الاخلاقي، والبعد عن المنافع العابرة، والاغراءات البراقة، التي توفرها السلطة وما يرافقها من نفوذ وتسلط. إنه نموذج للتواضع، الذي هو سمة راسخة لدى الكبار".

اضاف: "كم نحن اليوم بحاجة الى أمثالك يا دكتور عمر، في عملية إعادة بناء الدولة وإنقاذ هذا الأرث الكبير الذي تركه لنا الأولون، أي جمهوريتنا اللبنانية بكل مؤسساتها وبنظامها الديموقراطي الذي يحفظ مكانة ودور كل المكونات اللبنانية".

وقال: "نحن اليوم أمام اختبار جديد في مسيرة قيام الدولة وتدعيمها. نحن اليوم في مواجهة تحديات داخلية وخارجية تتطلب منا جميعا المشاركة في الاستحقاق الوطني الكبير والمصيري الذي ينتظرنا في ايار المقبل. فبعد تسع سنوات من المناكفات والمواجهات السياسية العقيمة التي حالت دون إجراء انتخابات تشريعية، ها نحن نقبل على امتحان ديموقراطي جديد في ظل قانون عصري يعتمد النسبية".

ولفت الى ان "الكل يعلم أن هذا القانون لم يأت على مستوى الطموح المشروع للمواطن اللبناني، في الارتقاء بنظامنا الديموقراطي المبني على تدعيم الحريات العامة، ومشاركة جميع اللبنانيين في ولوج مرحلة واعدة للاجيال الصاعدة الطامحة بالانتماء الى وطن يساوي بين جميع ابنائه. والكل يدرك الشوائب والتعقيدات الشائكة التي يتضمنها القانون الجديد، سواء على صعيد فهم النصوص أو تطبيق هذا القانون. كما أن التباينات والسجالات السياسية من حوله، هي خير شاهد على ضعف ما تم الاتفاق عليه بين القوى السياسية في غفلة من الزمن، منعا لمزيد من الانقسام والاختلاف. وعلى رغم هذه الشوائب والعثرات، فإننا مدعوون جميعا الى القيام بواجبنا الانتخابي، لبث حيوية جديدة في عمل أم المؤسسات في النظام الديموقراطي.. عنيت بذلك مجلسنا النيابي".

وتابع: "قلنا دائما ونكرر.. إن لبنان لا ينهض ولا يقوى إلا بضمان مكانة ودور كل مكون من مكوناته على قدم المساواة، في المشاركة في السلطة وبالقرارات المصيرية، عبر حوار مستمر، بعيدا عن تسجيل المكاسب والمغانم لهذا الفريق او ذاك. لبنان لا يقوم ولا يستمر، الا بالتوافق والحوار والسعي الدؤوب الى جمع الكلمة وتداول الافكار البناءة والايجابية، بعيدا عن التشنج والمبارزات العبثية الهدامة، وبعيدا عن الخطاب الطائفي الشعبوي والشحن التحريضي الغرائزي، الذي يعتقد البعض، أنه يحقق له شعبية في سعيه إلى تحقيق طموحاته السياسية".

وختم سلام: "أيها الاخوات والاخوة، كم هو جميل أن يكون بيننا المواطن-المثال في وطنيته، وابن مؤسسات الدولة في مفهومها الجامع. كم هو جميل أن نتحلق حول عمر مسيكة الصافي الصادق، الذي ما بدلت فيه السنون وما تغير. أخي عمر...كتابك اليوم هو بعض منك، وبين دفتيه وصفحاته سجل ذهبي يشهد لك. هو إضاءة صادقة على ما أنت عليه في عملك وبين أهلك وإخوانك ومحبيك. هو نسيج من فكرك وعصارة تجربتك وألآمك وافراحك. هو وقفتك رافع الرأس أبدا، بما كنته طوال حياتك".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o