Feb 19, 2018 3:11 PM
خاص

قوات "نظامية" في عفرين قريبا: تقارب موضعي بين دمشــق والاكراد رصد لرد فعل أنقرة..وروسيا تحذر واشنطن من محاولات تقسيم سوريا

المركزية- تتسارع التطورات الميدانية على الجبهة السورية الشمالية مع تركيا. ففيما يواصل الجيش التركي ومعه بعض فصائل الجيش الحر، عملية "غصن الزيتون" العسكرية، منذ 20 كانون الثاني الماضي ضد وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، في بلدة عفرين الحدودية، يستعد الجيش النظامي على ما يبدو، للدخول الى المنطقة.

فقد أعلنت قناة الإخبارية السورية ان "قوات موالية للحكومة ستدخل منطقة عفرين شمال غربي البلاد في وقت قريب"، ونقلت القناة الرسمية عن مراسلها قوله "قوات شعبية ستدخل عفرين خلال ساعات".

الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو، "الى جانب من سينخرط الجيش السوري؟ وهل يكون دخوله الى عفرين مساندا للاتراك ام للاكراد؟ فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، دورُ القوات السورية في عفرين، سيؤثر من دون شك على مسار الامور في سوريا سياسيا وميدانيا. فاذا دعمت الاتراك (ربما من تحت الطاولة)، أغضبت الاميركيين وفاقمت أيضا التوتر المحتدم أصلا بين واشنطن وموسكو. أما اذا ساندت الاكراد، فمن الصعب التكهن في كيفية الرد التركي الذي لن يتردد في الدخول الى سوريا برا، فيما أعلنت دمشق أكثر من مرة في الأسابيع الماضية، انها ستتعاطى مع اي قرار من هذا النوع على انه هجوم واعتداء على سيادتها.

حتى الساعة، الصورة ضبابية، تتابع المصادر، فمسؤول كردي كبير قال أمس إن "القوات الكردية السورية توصلت لاتفاق مع حكومة دمشق على دخول الجيش السوري منطقة عفرين للمساعدة في صد هجوم تركي". أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فرحب اليوم بدخول القوات السورية إلى عفرين بشرط القضاء على "وحدات حماية الشعب الكردية" التي تعتبرها تركيا، "منظمة إرهابية". وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك في عمان مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، تعليقا على أنباء قرب دخول القوات السورية إلى عفرين، اليوم "نرحب بالقوات السورية إذا كان غرضها تطهير عفرين من الإرهاب، أما اذا دخلت لحماية المقاتلين الأكراد فلا يمكن لأحد وقف القوات التركية". وأضاف "إذا دخلت قوات النظام السوري لتطهير المنطقة من الإرهاب، هذا جيد، وإذا كانت ستدخل للحفاظ على الجماعات الإرهابية الكردية فنحن ضد هذا الدخول". وتابع "نحن موقفنا واضح منذ البداية، عملية "غصن الزيتون" هدفها إنهاء الإرهابيين من داعش والأكراد".

وأضاف: نحن ندعم وحدة أراضي سوريا، وهنالك تفاهم تام مع الأردن بهذا الخصوص".

غير ان المصادر ترجح ان تساعد القوات المولية للنظام، المقاتلين الأكراد، وذلك لصد أي مشاريع توسعية تركية نحو سوريا. الا ان الطرفين (النظام والاكراد) سرعان ما سيتباعدان مجددا في ظل رفض دمشق اعطاءهم اي كيان مستقل يطمحون اليه منذ عقود معولين على دعم أميركي لهم لتحقيق هدفهم المزمن هذا.

وليس بعيدا، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من محاولات تقسيم سوريا، داعيا الولايات المتحدة الى عدم اللعب بالنار على الساحة السورية. وقال لافروف خلال جلسة لمنتدى "فالداي" الدولي للحوار المنعقد في موسكو اليوم "أدعو زملاءنا الأميركيين مرة أخرى لتجنب اللعب بالنار، وتحديد خطواتهم ليس انطلاقا من احتياجات الحالة السياسية العابرة، بل انطلاقا من مصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة، بمن فيها الأكراد".

وأعرب لافروف عن قلق موسكو إزاء محاولات تقسيم سوريا، وأضاف: "مثل هذه المخاوف سببها المخططات التي بدأت الولايات المتحدة بترجمتها على أرض الواقع، وخاصة شرق الفرات، في الأراضي الممتدة بين النهر وحدود سوريا مع العراق وتركيا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o