Feb 15, 2018 4:49 PM
تحليل سياسي

دعم الاستقرار وردع "الحزب" والتهدئة على الحدود عناوين جولة تيلرسون لبنان يؤكد للضيف الاميركي تمسّكه بالحقوق وبالتشريعات والقوانين الدولية ملف النفط يتابعه ساترفيلد ويحضر حكوميا..والقوات تأسف لمشهدية البيال

المركزية- يمكن اختصار عناوين الجولة الخاطفة لوزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون في لبنان اليوم، بثلاثة. الاول، يتعلق بحزب الله الذي ستستمر الادارة الاميركية في محاربته ماليا مع التشديد على ضرورة لجمه من قبل اللبنانيين ودفعه نحو التزام سياسة النأي بالنفس. الثاني، مضيّ واشنطن قدما في طريق دعم استقرار لبنان وتقوية مؤسساته وعلى رأسها الجيش ليصبح القوة الوحيدة المدافعة عن لبنان. والثالث، يتعلق بالنزاع الحدودي بين بيروت وتل أبيب حيث أكد مواصلة بلاده مساعيها للوصول الى "تسوية" تحل الخلاف وتنزع فتيل اي تصعيد او توتر اضافي، المنطقة في غنى عنه اليوم.

لا مفاجآت: وبحسب مصادر سياسية متابعة، فإن مواقف الزائر الاميركي خلت من اي مفاجآت، اذ اكتفى بنقل وجهة نظر دولته، المعروفة من القضايا الداخلية المذكورة. أما لبنان الرسمي، فتحدث اليه بلسان واحد، مؤكدا تمسّكه بحقوقه النفطية كاملة، وبسياسة النأي بالنفس، والتزامه التشريعات المالية الدولية، وطالبا منه المشاركة الفعالة في مؤتمرات الدعم المرتقبة، والمساعدة في اعادة النازحين السوريين الى بلادهم.

اردعوا اسرائيل: ففي قصر بعبدا، طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من تيلرسون "ان تعمل الولايات المتحدة على منع اسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية، والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 حفاظا على استقرار الجنوب". واذ شدد على "تمسك لبنان بحدوده المعترف بها دوليا"، ورفضه "ادعاءات اسرائيل بملكية اجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية"، أكد أنه لن يألو جهدا "للوصول الى حلول لمسألة الحدود البرية والبحرية"، ودعا الولايات المتحدة والامم المتحدة والمجتمع الدولي الى "لعب دور فاعل في هذا المجال". وأكد "التزام لبنان الهدوء على الحدود الجنوبية"، وشدد على ان "لبنان لا يريد الحرب مع احد". كما أكد عون ان "لبنان يلتزم سياسة النأي بالنفس التزاما تاما ولا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكنه غير مسؤول عما يحدث من تدخلات من خارجه لعدم القدرة على التأثير في ذلك".

لا داعي للمزيد: أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فاستحضر امام تيلرسون الخروقات الاسرائيلية اليومية ونيّة اسرائيل بناء الجدار الاسمنتي في نقاط داخل الاراضي اللبنانية وادعاءاتها في المنطقة الاقتصادية الخاصة، مؤكداً على عمل اللجنة الثلاثية  التي تنعقد دورياً في مقر الامم المتحدة في الناقورة وتجربتها في الخط الازرق لاستكمالها في الترسيم البحري وبمساعدة الولايات المتحدة الاميركية لا سيما ان اسرائيل لا تعترف بالمحكمة الدولية لقانون البحار ولم توقع اتفاقية الامم المتحدة لقانون البحار ايضاً. كما شرح للمسؤول الاميركي التشريعات والقوانين التي صادق عليها المجلس النيابي والمتعلقة بالحركة المالية والنقدية والمصرفية وفق المعايير العالمية التي لا تستدعي مزيداً من الاجراءات او التدابير تجاه لبنان .

الحزب "إرهابي": وفي السراي، وبعد ان أولم على شرف الدبلوماسي الاميركي، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن قطاع المصارف متين وسليم وان لبنان يلتزم القرارات الدولية ويلتزم الـ1701، مشيرا الى "اننا مصرّون على الإبقاء على افضل العلاقات مع الدول العربية" وأن "التزام الجميع بسياسة النأي بالنفس مسؤولية جماعية تتم مراقبتها عن كثب من جميع مؤسسسات الدولة". أما تيلرسون فشنّ هجوما قاسيا على حزب الله، قائلا "ان "اميركا تعتبر حزب الله منظمة ارهابية ولا نقبل اي فرق بين اذرعته العسكرية والسياسية ومن غير المقبول ان تتصرف ميليشات كحزب الله خارج نطاق القانون"، فـ"الحكومة والجيش اللبناني هو الوحيد المدافع عن السيادة اللبنانية. وقال "على الشعب اللبناني ان يشعر بالقلق من حزب الله فتنامي ترسانته وتورطه في الصراعات الاقليمية يهددان امن لبنان"، لافتا الى ان "وجود "حزب الله" زاد من سفك الدماء والنزوح وقد دعم نظام الأسد البربري ويسبّب عدم الاستقرار في المنطقة"، مؤكدا ضرورة أن "تنأى حكومة لبنان عن النزاعات في المنطقة وان يتوقف حزب الله عن نشاطاته الخارجية".

وساطة أميركية: أما على خط الكباش اللبناني – الاسرائيلي، فأشار الى "أننا ننخرط مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لكي تبقى الحدود اللبنانية الجنوبية آمنة"، موضحا ان "نقاشاتنا كانت مفيدة في موضوع الخلافات حول مسألة النفط في البحر وطلبنا من لبنان وإسرائيل ايجاد حل ومن المهم أن يصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاقية في مسألة الحدود البحرية ولم نطلب من أي من الطرفين التخلي عن أي شيء لكن طلبنا إيجاد حلول"، مبديا "تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق على مسألة رسم الحدود بين لبنان وإسرائيل".

في عهدة ساترفيلد: وليس بعيدا، لفتت مصادر مطلعة على محادثات المسؤول الاميركي عبر "المركزية"، الى ان زيارته ليست منفصلة عن اهداف زياراته الى كل من مصر والاردن وتركيا. فالسياق الاقليمي يفرض نفسه على جولة وزير الخارجية المندفع نحو استعمال الحزم في سوريا، وكف يد ايران وحزب الله اللذين لا يقدران عواقب اعمالهما  على استقرار لبنان وسوريا، بحسب مصدر في الخارجية الاميركي. وعلى صعيد الوساطة الاميركية المستجدة على خط بيروت - تل ابيب، فأكد المصدر الاميركي انها "مناقشات جيدة جدا"، والتفصيل المتعلق بالاحتجاج اللبناني على الخروقات والجدار وادعاء الاسرائيليين بامتلاك مساحة 860 كلم مربع، أمرٌ تركه تيلرسون لمساعده لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد، ليبحث فيه بالعمق الا انه استمع الى وجهة نظر لبنان الرافضة لأي اقتطاع من هذه المساحة بحسب خط سلفه فريديريك هوف.

مجلس وزراء: على اي حال، سيكون الملف النفطي مدار بحث بالتفصيل على طاولة مجلس الوزراء الذي يجتمع عصرا في قصر بعبدا.

احتفال "14 شباط: غير ان الملف السيادي هذا على أهميته، لن يتمكن من التغطية على المواقف اللافتة التي أطلقها أمس الرئيس الحريري في ذكرى 14 شباط والتي ستبقى تثير الغبار حولها في الايام المقبلة كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية. وهو لم يتردد في القول وبصوت عال "نحن ليس لدينا مال للانتخابات! هل هذا جيد؟ ونحن تيار يرفض اي تحالف مع "حزب الله". جيد"؟! من حيث الشكل أيضا، لم تكن احتفالية "البيال" كسابقاتها هذا العام. ففي حين غصّت القاعة بمناصري "التيار" الذين توزرعوا على قاعتين وفاق عددهم الخمسة عشر الفاً، لم يحجب هذا الواقع غيابَ قيادات الصفّ الاول في "14 آذار"، وأبرزهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في مؤشر الى عدم نضوج طبخة المصالحة بين الفريقين بعد.

القوات تأسف: وفي وقت صوب الحريري بقوة على "أصدقاء الامس"، معتبرا انهم سطّروا التقارير ضده في الخارج ومؤكدا ان هؤلاء يحققون ما يريده حزب الله، أسفت مصادر قواتية عبر "المركزية" للمشهد الذي خرج به احتفال 14 شباط، لاسيما لجهة الجالسين في الصفوف الامامية بالقرب من الرئيس الحريري"، الا انها لم تعتبر انها معنية بالرسائل السياسية التي وجهها"، فبرأيها "نحن لم نرتكب اي خطأ كي يوجّه الينا اللوم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o