Feb 12, 2018 3:53 PM
خاص

"إدلب والجنوب السوري بريد رسائل أميركية – روسـية" نادر: الامن الاسرائيلي.. ورقة تفـاوض رابحة لإيـران

المركزي- للمرة الأولى منذ ما يقارب الاربعة عقود، نجحت الصواريخ السورية باعتراض طائرات سلاح الجو الاسرائيلي، مسقطة طائرة  F16 التي تشكل العمود الفقري لسلاح الجوي الاسرائيلي، في تطور نوعي يشهده الجنوب السوري، أربك اسرائيل التي ردت بقصف مواقع ايرانية، ويكشف احتدام التنافس بين أميركا وروسيا، اللتين تضغطان لتحقيق أكبر قدر من المكاسب عبر تثبيت مناطق نفوذهما، وما قصف الطيران الاسرائيلي سوى رد على اسقاط الطائرة الروسية في إدلب التي يتوسع نفوذ موسكو فيها على حساب المعارضة. فأبعد من معادلة الردع التي استطاعت دمشق تثبيتها ولو بشكل مؤقت مع اسرائيل من خلال صاروخ S200 ، أثبتت موسكو انها طرف موازن للاميركي في الميدان والمفاوضات.

المحلل السياسي سامي نادر أشار عبر "المركزية" الى أن "الساحة السورية تشهد تبادل رسائل أميركية-روسية، فبعد إسقاط الطائرة الروسية فوق إدلب، لم يتأخر الرد ليأتي من الجنوب، حيث أسقط الجيش السوري طائرة ال F16 الاسرائيلية، بضوء أخضر روسي"، لافتا الى أنه "لا مصلحة أميركية أو روسية بتأجيج الوضع، والهدف يقتصر على وضع خطوط حمر في المناطق الاستراتيجية لكل منهما، ولتثبيت موازين القوى، وقواعد الاشتباك".

وأوضح أن "واشنطن وضعت خطوطا حمراء في إدلب عنوانها الابقاء على مناطق نفوذ للمعارضة في المحافظة، فأُسقطت الطائرة الروسية، وتصدى التحالف الدولي لتقدم الجيش السوري شرق الفرات، لترد موسكو في الجنوب السبت".

وقال إن "سلاح الجو السوري يعمل وفق نظام تشغيلي تتحكم فيه روسيا، والمنظومة الدفاعية الاسرائيلية خرقت بقرار روسي"، مستبعدا أن "يتكرر الحادث بعد أن أوصلت موسكو رسائلها لمن يعنيه الامر"، مضيفا أن "محور المقاومة سجل نقطة بوجه حلف أميركا–اسرائيل، ولكن روسيا هي التي سمحت وهنا بيت القصيد، فلولا الضوء الاخضر الروسي لما كانت حصلت الضربة"، مشيرا الى أن "العلاقة بين روسيا وايران علاقة شركاء قائمة على المضاربة".

ولفت الى أن "هناك سيناريوهين متوقعين، الاول يقوم على إرساء قواعد اشتباك معاكسة لما كان سائدا منذ عقود، قائمة على توازن رعب بين اسرائيل وسوريا. أما الثاني فيقوم على محاولة اسرائيل إعادة فرض قواعد الاشتباك القديمة القائمة على تفوقها العسكري المطلق في الجو، من خلال تفاهم معين مع روسيا اللاعب الاول في الفضاء السوري".

وأضاف أن "جميع اللاعبين في سوريا ثبتوا مواقعهم من خلال مناطق نفوذ، باستثناء ايران التي تحاول تحقيق أكبر قدر من المكاسب في الوسط السوري وصولا حتى الجنوب"، مشيرا الى أن "في مواجهة الورقة الاقتصادية التي يرفعها الغرب بوجهها، تلعب إيران الورقة الامنية في سوريا، من خلال تثبيت وجودها على حدود اسرائيل، فبعد أن أحبط مسعاها في لبنان من خلال القرار 1701، حولت وجهتها الى سوريا منذ  2012، وهي لن تتوانى عن تهديد امن اسرائيل للضغط في المفاوضات الاقتصادية والنووية"، مضيفا أن "طهران تدرك جيدا لعبة المصالح، وتتبع سياسة براغماتية تجاه حلفاء أميركا، فتقوم بدعم الاكراد ومواجهة اسرائيل في آن معا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o