Feb 11, 2018 11:50 AM
خاص

بيروت الأولى: الأرمن والسنة "بيضة القبان" في مـــعركة قد يفرملها "توافق" فرعون

المركزية- إذا كان نواب الأمة قد أبقوا القديم على قدمه لجهة توزيع المقاعد النيابية على الطوائف والمذاهب، فإنهم أدخلوا بعض التعديلات على تقسيم الدوائر، وهو إجراء قد يؤثر في النتيجة النهائية لليوم الانتخابي الطويل في 6 أيار المقبل، وتنطبق هذه الصورة على دائرة بيروت الأولى.

فبعدما كانت المعركة في هذه الدائرة، لسنين خلت، ذات "طابع مسيحي صرف"، غيّر تقسيم الدوائر الجديد هذه الصورة النمطية، بعدما تم ضم محلة المدور إلى الأشرفية والرميل والصيفي.

عمليا، يعطي هذا التعديل الانتخابي الصوتين السني والأرمني (اللذين تعد المدور أحد معاقلهما) دورا كبيرا في رسم صورة ممثلي بيروت الأولى في الندوة البرلمانية للسنوات الأربع المقبلة.

غير أن هذه النقطة لا تختصر وحدها الأهمية التي تكتسبها المواجهة الانتخابية لكسب المقاعد الثمانية الموزعة على الشكل الآتي: 1 روم أرثوذكس، 1 روم كاثوليك، 1 ماروني، 3 أرمن أورثوذكس، 1 كاثوليك و1 أقليات). ذلك أن هذه الدائرة من المفترض أن تشكل حلبة مواجهة بين الأحزاب المسيحية الكبرى، أي الكتائب والقوات والتيار الوطني الحر، والشخصيات في العاصمة مثل وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، يضاف إليها حزب الطاشناق وتيارات المجتمع المدني.

وفي هذا الاطار، تفيد مصادر مطلعة "المركزية" أن التيار الوطني الحر يتجه إلى التحالف مع حزب الطاشناق لجذب الأصوات الأرمنية التي توفرها المدور، إلى جانب الأمين العام للاتحاد من أجل لبنان مسعود الأشقر، في وقت يتوقع كثيرون أن ينضم تيار المستقبل إلى هذا الحلف بفعل التسوية الرئاسية التي لا تزال سارية المفعول.

على خط آخر، تكشف المصادر نفسها أن الوزير فرعون (المتحالف مع القوات) لا يزال يتابع مسعاه لتأليف لائحة ائتلافية شبيهة بتلك التي أتاحها الاتفاق السياسي الذي أنجز قبيل الانتخابات البلدية عام 2016، مشيرة إلى أن فرعون جال لهذا الغرض على مختلف الأحزاب في بيروت الأولى. غير أن مسعاه هذا اصطدم برفض حزب الكتائب، وتحديدا النائب نديم الجميل لأي تحالف يضمه إلى التيار العوني، نظرا إلى الخيارات السياسية المتباعدة بين الطرفين، علما أن أوساط الجميل لا ترى مانعا من اللقاء مع القوات، في حال "التقى الحزبان مجددا على الخيارات الاستراتيجية". غير أن هذه الصورة دفعت البعض إلى الكلام عن أن فشل مسعى فرعون قد يؤدي إلى وضع القوات في موقف حرج لجهة اضطرارها إلى الوقوف في مواجهة إبن مؤسسها الرئيس الشهيد بشير الجميل، في الدائرة التي شهدت إنطلاقته السياسية، كما اغتياله في 14 أيلول 1982.

وبغرض الاستفادة من النسبية، يستعد المجتمع المدني لخوض المواجهة تحت مظلة تحالف "وطني" يضم عددا من المجموعات المدنية، وقد عرف من بين مرشحيه الزميلة بولا يعقوبيان والقيادي السابق في التيار الوطني الحر زياد عبس.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o