Feb 09, 2018 8:23 AM
اقليميات

الأخبار: الجيش السوري إلى الغوطة الشرقية... الأسد يرفض الرسائل التركية وتوقيف تام لعمليات إدلب

كتبت صحيفة الأخبار تقول: تعمل دمشق وفق أجندتها الخاصة بالتنسيق والتشاور مع حلفائها، وبمرونة "تناور" بين الاتفاقات الخارجية الكبرى من دون الاستسلام لها. ورغم أنها تتفهّم وتستوعب مقدار تأثير كل طرف، لكنها في النهاية تضع خططها على الطاولة وتعمل على تنفيذها عندما تستطيع. وفي هذا المجال، يؤكد الرئيس بشار الأسد أن إطلاق عمليات جديدة سيحصل "كلما كانت هناك جاهزية له". ولذلك، مع التقدم الضخم في مثلث حلب ــ حماة ــ إدلب حيث منطقة "خفض التصعيد"، توقفت العمليات، لكن القيادة السورية وضعت أمامها سريعاً "ملفاً مغلقاً" منذ مدة طويلة: قوات إدلب تنتقل إلى الغوطة الشرقية لبدء عمل عسكري
كلما ضاقت محاور القتال في سوريا يرتفع منسوب التوتر على خطوط التماس في الميدان والسياسة. داخل "مثلث أستانا" التركي ــ الإيراني ــ الروسي تناقضات لم تصل حدّ الطلاق. فالأطراف الثلاثة لديها ما يكفي من المشتركات، أساسها الصراع مع الرؤية الأميركية للحرب (وما بعدها) في سوريا. الغزو التركي لعفرين، المغطّى من موسكو، قوبل بردّ غير متوقع من دمشق، رغم أنها غير قادرة حالياً على منعه، خاصة مع فشل محادثات حميميم في سبيل إقناع "وحدات حماية الشعب" الكردية بدخول الجيش السوري عفرين وتجنيب المنطقة الحرب.
القيادة السورية رفضت أيّ نوع من التواصل مع الجانب التركي. "حاول الأتراك التواصل معنا وأرسلوا عدة رسائل قبل الهجوم على عفرين عبر موسكو، لكن رفضنا ذلك... وأبلغنا الروس أن أيّ تحرك تركي سيعتبر قوات احتلال"، وفق ما قال الرئيس بشار الأسد لزوار قبل أيام. استطاعت دمشق إقناع موسكو برفض استخدام أنقرة لسلاح الجو، "لأن الأجواء المفتوحة للأتراك تعني مستقبلاً فتح شهيتها لضربات في مواقع مختلفة من البلاد"، أضاف الرئيس السوري.
هذا الموقف من استخدام المجال الجوي انعكس على سير عملية "غصن الزيتون"، وهو ما جعلنا نرى بعد أكثر من 20 يوماً على بدء القتال تدمير عدد كبير من المدرعات التركية على يد "الوحدات"، وفشل الأتراك في تحقيق أي خرق كبير في الميدان، اعتماداً على ضربات المدفعية.
ورغم أن قيادة الجيش التركي قد أعلنت في بياناتها، خلال أول أيام العملية، تنفيذ ضربات جويّة، فقد مرّت الأيام الأخيرة من دون ذكر لأي من تلك الضربات، وهو أمر ربطه مراقبون أيضاً بالتوتر الذي ولّده إسقاط القاذفة الروسية "سو 25" فوق ريف إدلب، في منطقة تحسب فصائلها على تركيا، مع تحميل موسكو أنقرة (هذا ما عبّرت عنه لدمشق وطهران) مسؤولية إسقاط الطائرة من قبل "هيئة تحرير الشام"، بسبب رفض الأولى استخدام الأتراك لسلاح الجو في معركة عفرين.
وتزامن ذلك أيضاً مع ما نقلته وكالة "رويترز" عن قائد عسكري من القوات الرديفة للجيش السوري، بشأن نشر الجيش وحدات دفاع جوي جديدة وصواريخ مضادة للطائرات في الخطوط الأمامية في ريفي حلب وإدلب، بشكل "يغطي المجال الجوي في شمال سوريا".
دوائر القرار في دمشق تعمل على مراعاة "الحساسيات الدولية" وعدم الدخول في معارك لا تريدها حالياً "لكنها لا تتشاور سوى مع إيران وروسيا بما يخص الأوضاع لديها"، وفق ما أوضح الأسد لضيوفه. وأضاف أن الجانب السوري يركّز حالياً على إعادة بناء الجيش وتعزيز قدراته، مع بقاء أمر إطلاق عمليات عسكرية جديدة "كلما كانت هناك جاهزية" لها. على الأرض، استطاع الجيش السوري تحرير منطقة ضخمة في مثلت أرياف ادلب ــ حماة ــ حلب منذ إطلاقها المعركة في منتصف كانون الأول من العام الماضي. أكثر من 3500 كيلومتر مربع سيطر عليها، عبر دخول قرى وبلدات شرق وغرب سكة قطار الحجاز، والوصول إلى بعد نحو 14 كيلومتراً عن بلدة سراقب. ومع التقاء القوات المتقدمة من ريف حلب الجنوبي مع تلك في ريف إدلب الشرقي وريف حماه الشمالي الشرقي، تواصلت التحضيرات من جبهة الحاضر (ريف حلب) والتحشدات قرب أبو الضهور، بما وضع بلدات على طريق حلب ــ دمشق الاستراتيحية تحت مرمى النيران وداخل الخطط العسكرية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o