Feb 07, 2018 5:00 PM
تحليل سياسي

استنفار لبناني- اسرائيلي حدودي اثر الشروع ببنـــاء الجدار لبنان يحذر ويهدد وتل ابيب مستعدة لوساطة حول الحدود المائية تيلرسون في بيروت الخميس ولودريان: لخروج حزب الله من سوريا

المركزية- في انتظار بدء الترجمة الفعلية لاتفاق بعبدا الرئاسي وانسحاب مفاعيل الهدنة على الساحة السياسية، ينشغل لبنان بحدثين بارزين الاول زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد لبيروت والتي ستعقبها محطة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون في لبنان في 15 الجاري من ضمن جولة على دول المنطقة، والثاني تصاعد المواجهة اللبنانية –الاسرائيلية وبلوغها نقطة خطيرة مع شروع اسرائيل في بناء الجدار الحدودي على رغم اعتراض لبنان، مباشرة بعد انتهاء اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الذي قرر اعطاء التوجيهات للتصدي لاي محاولة اسرائيلية لتشييد الجدار."

لقاء الاربعاء: اما سياسيا وغداة اجتماع بعبدا الرئاسي، فحضرت مداولاته في لقاء الاربعاء النيابي حيث أطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري النواب على اجوائه، معرباً مرة اخرى عن ارتياحه للنتائج التي انتهى اليها. ونقل النواب عنه ان "جرى الإتفاق على الآلية وفق الأصول الدستورية والقانونية لمعالجة الملفات والقضايا العالقة، وقال "تبقى دائماً العبرة في التنفيذ". واذ اشار الى ان الموقف اللبناني موحد تجاه التهديدات والإعتداءات الإسرائيلية اكان بالنسبة لموضوع الجدار او بالنسبة للنفط والغاز، ركز على الذهاب الى مؤتمر باريس برؤية وطنية واضحة وموحدة لجهة ان يكون مجلسا الوزراء والنواب قد درسا كل المشاريع الممكن ان يقوم بها لبنان في سياق هذا المؤتمر ونتائجه المالية والإقتصادية". أما بالنسبة لمؤتمر روما المخصص لدعم الجيش اللبناني- والذي رجحت مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" إرجاءه - فقال الرئيس بري ان "هناك موقفاً لبنانياً جامعاً للتركيز على نجاح هذا المؤتمر من اجل تعزيز قدرات الجيش في مواجهة التحديات والأطماع الإسرائيلية". وجدد التأكيد على الإسراع في درس وإقرار الموازنة في مجلس الوزراء لكي يتكمن المجلس النيابي الحالي من إقرارها قبل الإنصراف الى التحضيرات الإنتخابية. والخشية بعد ذلك من ان يطول الوقت حتى تستحق ميزانية ال 2019 فلا نريد ان نعود للدوّامة القديمة.

دمج المرسومين؟: وعلى خط التفاهمات التي أفرزها اللقاء الرئاسي ايضا، أشارت معلومات صحافية نقلا عن مصادر عين التينة الى أن "أزمة مرسوم الضباط ستجد طريقها الى الحل لكن الرئيس برّي لم يُفصح عنه"، مشيرة الى ان "العلاقة بين الرؤساء عادت الى مرحلة ما قبل المرسوم". ولفتت في السياق، الى ان "سيصدر في الساعات المقبلة مرسوم يجمع مرسومي الاقدمية والترقيات في ترجمة للحل الذي اتفق عليه في لقاء بعبدا".

من جهتهم، رحّب المطارنة الموارنة في اجتماعهم الاسبوعي برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بـ"لقاء بعبدا والبيان الذي صدر عنه"، وأعربوا عن أملهم في "أن يكون الاجتماع مدخلا لوعي خطورة نتائج الخلافات السياسية التي تؤثّر في العمق على النموّ الاقتصادي والاستقرار الأمني والمالي والاجتماعي". وأيد المطارنة ايضا"سعي الرؤساء "إقليميًّا ودوليًّا لمنع إسرائيل من بناء الجدار الاسمنتي داخل الحدود اللبنانية، ومن احتمال تعدّيها على الثروة النفطية والغازية في المياه الإقليميّة اللبنانيّة".

الاعلى للدفاع: وعلى هذه الضفة، أكد المجلس الاعلى للدفاع الذي اجتمع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "أن الجدار الاسرائيلي على الحدود في حال تشييده سيعتبر اعتداء على السيادة اللبنانية وخرقا للقرار 1701 ". وأشار في بيان الى أنه "تقرر اعطاء التوجيهات للتصدي لاي محاولة اسرائيلية لتشييد الجدار على الحدود والاستمرار في التحرك على مختلف المستويات لمواجهة التصريحات الاسرائيلية عن البلوك رقم 9 ".

البناء بدأ؟: وفي أعقاب الاجتماع، باشر الجيش الاسرائيلي أعمال بناء الجدار الاسمنتي في رأس الناقورة، وسط استنفار كبير، ورصدت مصادرأمنية وشهود عيان من بلدة الناقورة استقدام  بلوكات من الاسمنت من قبل  قاطرات اسرائيلية الى نقطة الناقورة b- 23  المتنازع عليها، والتي تمتد الى المياه الاقليمية اللبنانية، وشوهد عناصر من سلاح الهندسة وآخرون من الصيانة يعملون على إنزال البلوكات في نقطة الناقورة قرب الخط الازرق وسط استنفار اسرائيلي خلف الاحراش والصخور فيما كانت الجرافات تستكمل بناء خندق الجدار الذي كانت انجزت 40 بالمئة منه سابقا. وقالت مصادر أمنية لـ "المركزية" ان ما يتم بناوء هو في مناطق غير متحفظ عليها وقد قامت اسرائيل حتى الساعة بتركيب 15 بلوكا اسمنتيا.

ساترفيلد: وسط هذه الاجواء، واصل نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد ساترفيلد جولته على المسؤولين اللبنانيين فزار رئيس مجلس النواب وقصر بسترس حيث استقبله وزير الخارجية جبران باسيل الذي وصف اللقاء بالجيد والجدي. وفيما يحاول الدبلوماسي الاميركي التوسط لحل الكباش اللبناني – الاسرائيلي الحدودي برا وبحرا، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي اليوم "استعداد تل ابيب لقبول وساطة مع لبنان حول حدود المياه الاقتصادية".

...فتيلرسون: في الموازاة، علمت "المركزية" أن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي يجول الاسبوع المقبل على عدد من دول المنطقة، سيصل الى بيروت الخميس 15 شباط الجاري، في زيارة تستمر يوما واحدا، يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين عارضا معهم جملة ملفات محلية واقليمية.

السعودية لم تنزعج: على صعيد آخر، نفت الخارجية السعودية الأخبار التي تحدثت عن انزعاج المملكة من زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى تركيا جملة وتفصيلاً. وأكدت الخارجية عبر حسابها على تويتر أن "لم يصدر عن أي مصدر سعودي أي تصريحات بشأن زيارة الحريري إلى تركيا".

لودريان و"حزب الله": من جهة ثانية، وفي موقف فرنسي "متقدّم" من الازمة السورية، شدد وزير الخارجية جان ايف لودريان، على "ضرورة ان تغادر كل الفصائل الإيرانية بما فيها حزب الله سوريا"، وقال في تصريح "اريد انسحاب كل من لا ينبغي ان يكونوا موجودين في سوريا بما في ذلك الجماعات الإيرانية، ومنها حزب الله"، ولافتاً الى "ان كل الدلائل تشير الآن إلى استخدام غاز الكلور في سوريا في الوقت الراهن".

بن سلمان الى باريس: وليس بعيدا من فرنسا والسعودية، توقعت مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" ان يزور ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان باريس نهاية الشهر الجاري او مطلع المقبل، على ابعد تقدير في اطار جولة تقوده الى واشنطن ولندن.

رعاة استانة: اقليميا، أعلن الكرملين اليوم أن الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني على اتصال مستمر لبحث الصراع الدائر في سوريا. وأشار المتحدث باسم الكرملين للصحفيين ديمتري بيسكوف في اتصال هاتفي أن الزعماء الثلاثة لا يستبعدون اللقاء لبحث الوضع لكن لا توجد خطط فورية. أما وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو فيتوجه اليوم الى ايران لإجراء محادثات مع الرئيس الايراني ونظيره محمد جواد ظريف.

بين روسيا ورام الله: فلسطينيا نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن دبلوماسي فلسطيني في روسيا قوله إن الرئيس بوتين والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيبحثان في آلية وساطة جديدة محتملة لتحل محل رباعية الشرق الأوسط. ونقلت الوكالة عن عبد الحفيظ نوفل وهو دبلوماسي فلسطيني في موسكو قوله "إن المحادثات ستجرى عندما يجتمع الزعيمان في مدينة سوتشي في جنوب روسيا يوم 12 شباط".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o