Dec 22, 2017 4:24 PM
تحليل سياسي

عطلة الميلاد فسحة سـياسية لمعالجة "ازمة المرسوم" والجهود تترنح "باريس -4" يتحول الى "بيروت-1" في نيسان برئاسـة عون وماكرون "استانا" تشكل مجموعة عمل لاطلاق المحتجزين وسوتشي الشهر المقبل

المركزية- دخلت البلاد عمليا عطلة عيد الميلاد الممتدة رسميا حتى الثلثاء المقبل وفعليا الى ما بعد انتهاء عيد رأس السنة، مع بداية العام الجديد بفعل سفر عدد كبير من المسؤولين لتمضية الاعياد في الخارج. لكن "فُتات" الازمات السياسية يبقى حاضرا على مائدة المعالجات التي لم تقدم حتى الساعة للبنانيين طبق انهاء الخلاف بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري على خلفية مرسوم "دورة عون" وتعقيداته العلنية وتلك المستترة.

"دورة عون": وفيما تترقب الاوساط السياسية ما قد تتمخض عنه مشاركة رئيس الجمهورية في قداس عيد الميلاد يوم الاثنين المقبل في بكركي الذي يشكل مناسبة لجمعة سياسية، وخلوة يعقدها الرئيس عون مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تتناول ملفات الساعة، تستمر الاتصالات على خط بعبدا – عين التينة – السراي لمحاولة ايجاد تسوية لمعضلة إعطاء سنة أقدمية لضباط "دورة عون". وفي حين ينشط كل من النائب وائل أبو فاعور (باسم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط) والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، بين طرفي الازمة، للتوصل الى حل وسطي على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" للنزاع الحاصل، قالت مصادر سياسية متابعة لتطورات "الملف" لـ"المركزية" إن أي خرق لم يتم تسجيله حتى الساعة. وفي انتظار ما ستحمله المساعي التوفيقية، اضافت إن أحد المخارج التي تم اقتراحها في الساعات الماضية، يقضي بمنح دورة 1995 في الجيش، أقدمية مماثلة لضباط "دورة عون"، بما يقطع الطريق على إخلال التوازن الميثاقي والطائفي في المؤسسة، والذي ترفع عين التينة الصوت ضده. الا ان المصادر اشارت الى ان هذه الخطوة ستعالج المشكلة في الجيش، من ناحية التوازن الطائفي والتراتبية العسكرية، غير أنها في المقابل، ستخلق مشكلة كبيرة في قوى الأمن الداخلي.

باسيل يمدد: وسط هذه الاجواء، وعلى الضفة الانتخابية، أعلن رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل عبر تويتر "أنني تقدمت بمشروع قانون لتمديد مهلة تسجيل المنتشرين للاقتراع في الخارج لأن التجربة نجحت ولأن الوقت الباقي للانتخابات يسمح ولأن عشرات الآلاف "بيريدوا يتسجلوا ويصوتوا ونحنا جاهزين"، سائلا "حدا حابب يمنعهم"؟

ناطق باسم الخارجية: وليس بعيدا من "الخارجيات"، علمت "المركزية" ان الوزير باسيل استحدث منصب ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية، في خطوة هي الاولى من نوعها في لبنان، وعين سفيرة لبنان السابقة في جنيف نجلا الرياشي عساكر فيه، وقد بدأت مهمتها بتشكيل فريق عملها.

"بيروت 1": على صعيد آخر، انطلقت الاستعدادات الدولية بجهد فرنسي، لمؤتمرات الدعم للبنان واقتصاده وجيشه والتي وَضعت اجتماعات باريس خريطة طريقها. وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" عن رغبة لبنانية بعقد مؤتمر باريس 4 المرتقب، في لبنان وليس في فرنسا، فيحمل اسم مؤتمر "بيروت 1"، مشيرة الى ان الدولة باشرت بتحريك قنواتها الدبلوماسية المعنية بهذا الملف، على خط الكي دورسيه، للبحث في أفضل السبل لتحقيق هذه "النقلة". واذ اشارت الى ان احتمالات نجاح لبنان في مسعاه "كبيرة جدا"، تحدثت أيضا عن جهود لتقريب موعده الذي كان مرتقبا بعد الانتخابات النيابية في أيار 2018، لينعقد قبلها، وربما في نيسان المقبل، بالتزامن مع الزيارة التي ينوي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القيام بها الى بيروت، على أن يرأس رئيس الجمهورية ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون المؤتمر العتيد.

أرقام اللاجئين: في مجال آخر، وبعيد اعلان الحكومة اللبنانية امس نتائج تعداد السكان والمساكن في المخيمات الفلسطينية التي أشّرت الى تراجع أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى 174 ألفا، ما طرح علامات استفهام واسعة حول اسباب التراجع، أوضح رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني الوزير السابق حسن منينمة عبر "المركزية" أن "الرقم الشائع البالغ  500 ألف والمسجل في وزارة الداخلية والاونروا، لا يواكب التحولات التي شهدتها المخيمات الفلسطينية، إذ يعود الى ما قبل خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت عام 1982"، مضيفا "لا شك في أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذي وفدوا الى لبنان عام 1948 لا يتجاوز 100 ألف، ولكنه ظل يرتفع بسبب الحروب الاسرائيلية-الفلسطينية الى أن وصل الى  500 أوائل الثمانينات"، مشيرا الى أن "خلال تلك السنوات لم يصر الى شطب الوفيات من هذه اللوائح، والهجرات كذلك". وتابع "اليوم، بات هذا الرقم يخالف واقع الوجود الفلسطيني، فمنذ العام 1982 خرج عشرات الآلاف من المقاتلين الفلسطينيين من لبنان والتحقت بهم عائلاتهم الى أماكن الهجرة الجديدة في الدول الغربية، أضف الى ذلك الهجرة المستمرة حتى يومنا هذا". ولفت الى أن "التعداد حصل على ثلاث مراحل، استخدمت خلاله تقنيات عالية، وأجهزة مراقبة مركزية، وامتد العمل منذ المرحلة الاولى الى الاعلان الرسمي عن النتائج حوالي الـ9 أشهر".

مفاوضات أستانة: سوريًّا، وفي أعقاب إخفاق "مفاوضات جنيف" الاخيرة الشهر الماضي في تحقيق اي تقدم نحو الحل السياسي للأزمة السورية، انطلقت اليوم في العاصمة الكازاخية جولة جديدة من مفاوضات أستانة. وفي السياق، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي كان حاضرا فيها أن "الأطراف المشاركة في المحادثات السورية اتفقت اليوم على تشكيل "مجموعة عمل" لإطلاق سراح محتجزين، في ما وصفها بأنها "خطوة أولى جديرة بالثناء في اتجاه وضع ترتيبات بين الأطراف المتحاربة". ولفت دي ميستورا الى أنه ينبغي تقييم خطة روسيا لعقد "مؤتمر الحوار الوطني السوري" في سوتشي الشهر المقبل من حيث قدرة المؤتمر على دعم محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في سوريا.

سوتشي الشهر المقبل: وليس بعيدا، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة خارجية كازاخستان، إعلانها أن مؤتمر الحوار الوطني السوري سيعقد يومي 29 و30 كانون الثاني في مدينة سوتشي الروسية.

للانسحاب الفور: وكان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قال اليوم في أستانه إنه "ينبغي أن ترحل القوات الأميركية والتركية من سوريا على الفور، واشار الى ان إصرار الولايات المتحدة على إبقاء قواتها في سوريا اعتداء صارخ وطالب بالانسحاب الفوري غير المشروط للقوات الأجنبية من البلاد.

عباس في باريس: اما على مستوى ملف القدس، فغداة تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة، قرارا يرفض موقف الرئيس الأمركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس فرنسا حيث عقد جلسة مباحثات مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أكد أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية في الوقت المناسب وليس تحت ضغط، لافتا الى أن فرنسا لا تزال ملتزمة بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ومعتبرا ان قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل همشها في هذا الملف، مضيفا انه لن يقوم بالمثل ولن يعترف بدولة فلسطينية بشكل احادي الجانب. أما عباس فرأى ان الولايات المتحدة استبعدت نفسها من عملية السلام في الشرق الأوسط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال "الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o