Feb 23, 2018 2:39 PM
خاص

دائرة زغرتا- بشري – الكورة- البترون: المعركة الرئاسية تخاض في الصناديق النيابية

المركزية- هي من دون أدنى شك المنازلة الانتخابية الأكثر حماوة والأكثر ترقبا في اليوم الانتخابي الطويل في 6 أيار المقبل. انها دائرة الشمال المسيحية التي تضم أقضية زغرتا، بشري الكورة والبترون. ذلك أن المنافسة لكسب المقاعد العشرة في هذه الدائرة تدور بين عدد من المرشحين الطامحين إلى خلافة الرئيس ميشال عون عام 2022، ما يدفع بعض المراقبين إلى القول إن الاستحقاق الرئاسي المقبل يخاض منذ اليوم في صناديق الاقتراع الشمالية، في وقت يذهب بعضهم إلى حد القول إن مستقبل الزعامة المسيحية يأتي في صلب هذه المعركة.

ذلك أن مختلف القوى المسيحية الكبرى، على رأسها القوات والكتائب والتيار الوطني الحر والمردة، تتنافس في هذه الدائرة. غير أنها ليست وحيدة، لأنها ستضطر إلى الوقوف في مواجهة الحزب السوري القومي الاجتماعي وبعض الشخصيات المستقلة والتقليدية الحاضرة بقوة، كالنائب بطرس حرب ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض (نجل الرئيس الشهيد رينيه معوض).

وبعيد فتح باب الترشيحات، وفي انتظار تشكيل اللوائح، تستمر المشاورات في الكواليس السياسية استعدادا لليوم الانتخابي الكبير، علما أن من غير المستبعد أن تنتهي إلى اصطفافات انتخابية مفاجئة، على قاعدة الضرورات الانتخابية تبيح المحظورات السياسية التي لم تكن قابلة للنقاش لأكثر من عقد من الزمن.

ويصب في هذه الخانة التحالف المحسوم بين تيار المردة (الذي يسيطر بقوة على المشهد في زغرتا، والذي حسم خيار ترشيح طوني سليمان فرنجية عن أحد المقاعد المارونية  الثلاثة في الدائرة) والنائب بطرس حرب، ذي الحضور التاريخي والتقليدي والشعبي الكبير في جرود البترون. وفي هذا الاطار تبرر مصادر مطلعة على الحركة الانتخابية عبر "المركزية"  خطوة حرب هذه  بكونه يواجه خصمه الأشرس في معقله البتروني، أي رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية جبران باسيل، الذي لم يحالفه الحظ في استحقاقي 2005 و2009، لافتة إلى أن هذا الخيار يحرم حرب أصوات حلفائه الكتائبيين الذين التقى معهم على معارضة النهج السياسي القائم في البلد، وعلى مبادئ سيادية لا يتشاركها والمردة، خصوصا على وقع الكلام عن احتمال انضمام الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى هذا التحالف لكسب أصوات مؤيديه في الكورة (التي تعد أحد أهم معاقله)، وهو ما تعارضه الصيفي (ومعراب) بشكل قاطع لأسباب مبدئية معروفة.

في الانتظار، أقدم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على ترشيح النائب سامر سعادة في البترون في مواجهة باسيل، وإن كانت الأتصالات مع القوات لم تنته حتى اللحظة. لكن أجواء الصيفي تفيد بأن الكتائب تعتبر الكرة اليوم في ملعب معراب التي من المفترض أن تتخذ خيارا  واضحا تحدد فيه موقعها السياسي، مشددة في الوقت نفسه على أن "الكتائب ماضية في تقديم خيار بديل للناس، بهدف ضخ بعض التغيير في الحياة السياسية في البلاد.

من جهتها، وعلى رغم يقينها بتوقعات شعبية كثيرة لجهة ترجمة إعلان معراب في دائرة الشمال الثالثة، حيث لطرفي الاتفاق حضورهما الكبير والوازن، تبدو القوات اللبنانية في حسابات انتخابية أكثر واقعية. تبعا لذلك، تستبعد أوساطها التقاء مع التيار الوطني الحر، بفعل موانع يفرضها الصوت التفضيلي الذي يبذل الجانبان كثيرا من الجهد لكسبه، مع الاشارة إلى أن القوات كانت سباقة في إعلان ترشيح أمينها العام السابق فادي سعد عن أحد المقعدين المارونيين في البترون، في ما اعتبر إشارة واضحة إلى عدم التحالف مع العونيين، تماما كما أن وصف رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الوزير باسيل بالـ "سئيل" في إطلالته التلفزيونية الأخيرة قطع الطريق على تحالف انتخابي بين الحزبين.

أما في ما يتعلق بالترشيحات القواتية، فعرف منها حتى الساعة النائب ستريدا جعجع وجوزف اسحق (بشري، مكان النائب ايلي كيروز)، فادي سعد (البترون)، فادي كرم (الكورة)، في مقابل تريث برتقالي في تحديد المرشحين، وإن كان كثيرون يعتبرون ترشيح باسيل محسوما سلفا.

وإذا كانت دائرة بشري- الكورة- زغرتا البترون ذات غالبية مسيحية ساحقة، فإن هذا لا ينفي أن للناخبين السنة فيها  دورا مهما في ترجيح كفة الميزان الانتخابي فيها، ما يجعل الأنظار تتجه إلى الخيارات التي سيتخذها الرئيس سعد الحريري في مرحلة ما قبل رسم التحالفات. وفيما يصر البعض على أن التيار الأزرق سيمد شريكه البرتقالي بجرعة دعم انتخابية، يرجح مطلعون على شؤون المشهد الانتخابي وشجونه انقسام أصوات البلوك السني، خصوصا إن لم يكن المرشح البديل عن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري  منتميا إلى تيار المستقبل. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o