Feb 21, 2018 3:40 PM
خاص

تدهور علاقات واشنطن – موسكو يطيل أمد حمّام الدم السوري النظام يستفيد من التخبط الدولي لتعزيز موقعه وصورته "الأبويّة"

المركزية- في وقت ترزح الغوطة الشرقية تحت وابل من الصواريخ والقصف الممنهج منذ ايام، حصد حتى الساعة مئات القتلى، غالبيتهم من المدنيين والاطفال العزّل، لا مؤشرات في الأفق، الى اي حركة دولية جدية لوقف حمام الدم هذا. وحدها فرنسا تبدو عازمة على اطلاق مسعى ما، لمحاولة لجم التصعيد. فبعد ان اعتبرت أن "قصف قوات النظام للغوطة يمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الإنساني الدولي"، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان امس أنه سيقوم بزيارتي عمل إلى موسكو وطهران في الأيام القريبة المقبلة، لـ"مناقشة الوضع في سوريا"، محذرا من ان "الأسوأ أمامنا إذا لم نتحرك" (علما ان الدبلوماسي الفرنسي كان اشار لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في 22  كانون الثاني الماضي أنه سيزور إيران في 5 آذار المقبل لبحث القضايا الإقليمية واتفاق إيران النووي، بعد أن أرجأ زيارة إلى طهران كانت مقررة مطلع العام).

الاتصالات الفرنسية العتيدة، "اليتيمة" حتى الساعة، على خط تهدئة التوتر الميداني في سوريا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مراقبة لـ"المركزية"، لن تكون كافية لوضع حد للمجازر التي تعيشها الغوطة، فالتدهور على الارض، يحتاج الى تواصل بين الجبّارين الدوليين، الولايات المتحدة وروسيا، لفرملته، والا فإنه سيكون مرشحا لفصول اضافية. وما يدعو الى القلق، على هذا الصعيد، هو أن التقارب المنشود لا يبدو حتى اللحظة "في متناول اليد"، في ظل توتر شديد تشهده العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وفي السياق، ذكر مسؤول روسي اليوم أن سيكون "صعبا للغاية" تحسين العلاقات الروسية الاميركية التي تدهورت لمستويات اشبه بزمن الحرب الباردة بعد اتهامات بالتدخل في الانتخابات الاميركية وبسبب الأزمات في سوريا واوكرانيا. واتهم نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف الولايات المتحدة بمحاولة التدخل في الشؤون الداخلية الروسية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، بعدما اتهمت واشنطن 13 روسيا بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية في العام 2016.

وفي وقت تشير الى ان التسوية المنتظرة للنزاع السوري ستكون اولى ضحايا الكباش الاميركي – الروسي، تماما كما الشعب السوري الذي سيستمر في دفع ضريبة الدم، تقول المصادر ان النظام السوري يستفيد من الوقت الضائع هذا، ومن التخبط الدولي، لاستعادة السيطرة على أكبر كمّ من الاراضي السورية، لكن أيضا لإعادة تظهير نفسه كحاضن لكل المكونات السورية، وفق ما تقول المصادر.

وفي هذه الخانة، يصب قراره الدخول الى عفرين لمساندة الاكراد في صد الهجوم التركي ضدهم. وفي حين تهدد هذه الخطوة بمضاعفة التوتر الذي تعيشه اصلا الجبهة الشمالية لسوريا، حيث حذر المسؤولون الاتراك وآخرهم المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين أن أي "محاولة لقوات النظام للدخول الى عفرين ستكون لها عواقب وخيمة"، لا تبدو موسكو في صدد التدخل لمنع المواجهة بين حليفتها دمشق وشريكتها في أستانة، أنقرة، خصوصا ان هذا الاشتباك يمكن ان تستخدمه للضغط على الاميركيين كونه سيفاقم الغضبة التركية ضد الاكراد المدعومين من واشنطن. وقد اكتقى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بدعوة دمشق إلى الحوار مع الأكراد على خلفية الوضع في عفرين، في وقت لفت كالين الى ان "تركيا لا تجري محادثات مباشرة مع الحكومة السورية ولكن يتم نقل رسائلها بشكل غير مباشر إلى دمشق". وشدد على أن أنقرة ما زالت متفائلة بحذر فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة بعد زيارة قام بها ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي إلى أنقرة الأسبوع الماضي. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o