Feb 20, 2018 4:08 PM
خاص

حلف أستانة يهتز على أبواب عفرين" الحلو: أميركا تسحب تركيا من الحلف الايراني

المركزية- مع مرور شهر على انطلاق عملية "غصن الزيتون" التركية في عفرين، بدأت تلوح في الافق متغيرات على صعيد تموضع اللاعبين والتحالفات، فبعد أن كان المشهد في البداية يتمحور حول صراع تركي-كردي، بغطاء روسي وحياد أميركي، تتمظهر اليوم ملامح صراع تركي-سوري على وقع انكفاء كردي وامتعاض روسي. ويعود ذلك الى لقاءين أحدهما ثلاثي وآخر ثنائي عقدا في اليومين الماضيين. فبموازاة اللقاء الثلاثي الذي عقد بين ممثلين عن الاكراد والنظام ودبلوماسيين روس وتمخض عنه اتفاق لم تتضح كامل معالمه بعد، يقضي بانتشار الجيش السوري في عفرين لحمايتها من "الاعتداء" التركي، عقد لقاء ثنائي في أنقرة منذ أيام بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، سعت خلاله أميركا الى إعادة العلاقة بين الحليفين الى مسارها الطبيعي بعد التصدعات التي شابتها على خلفية الدعم الاميركي للأكراد.

خلط الاوراق هذا، لم يلق على ما يبدو استحسان موسكو الراعي الاول لمؤتمر أستانة، فبعد أن سَحبت الورقة التركية من أميركا، ها هي الاخيرة تعيد توطيد تحالفها مع انقرة، على حساب الاكراد، من خلال اتفاق يقضي بابعاد الاكراد الى غرب الفرات، ودخول قوات تركية الى منبج. وعلى رغم الحلحلة على صعيد العلاقات التركية-الاميركية، إلا أن تركيا تواجه عقبة جديدة، تتمثل بدخول القوات السورية الى عفرين، فهل سيشهد الاقليم مواجهة تركية-سورية؟

العميد المتقاعد خليل الحلو أشار عبر "المركزية" الى أن "زيارة تيلرسون الى أنقرة، كانت لهدفين: تطمين تركيا بعدم نشوء كيان كردي على حدودها، وإنشاء حلف متين بوجه إيران التي اختل التوازن في الميدان السوري لصالحها في الفترة الماضية. من هنا كان لا بد من إيجاد حل للإقليم، يقضي بإدخال "قوات سورية شعبية" الى المدينة (غير نظامية تجنبا لاشتباك تركي-سوري في حال الاخلال بالاتفاق)"، مضيفا أن "أي اشتباك تركي-سوري سيكون محرجا لروسيا ولكل المساعي التي بذلتها لتثبيت حلفها الثلاثي في أستانة"، موضحا أن "من المرجح أن تتمركز هذه القوات في أطراف الاقليم، على أن تبقى القوات الكردية في الداخل بسلاح خفيف (لكي لا تستفز تركيا)، وبذلك مكسب للجميع"، لافتا الى أن "تحقيق ذلك لن يكون بالامر اليسير وسيواجه عقبات أهمها الهيبة التركية أمام شعبها والعالم، فهي لن تتنازل بسهولة عن معركتها، ولا الاكراد سيرضون بالاستسلام، ولكن استنفاد قوى المتحاربين بعد شهر من المعارك سيفرض الحل".

وعن التواجد الايراني غير المباشر في الشمال السوري من خلال النظام، قال إن "مساحة إقليم عفرين لا تتعدى ال 2500 كم مربع، (سيطرت تركيا على  10% منه)، وبالتالي لا يمكن اعتبار تواجد النظام فيه، بمثابة منطقة نفوذ جديدة لإيران في الشمال، فتواجد النظام سيكون "شكليا" كما وجوده في الحسكة"، مشيرا الى أن "من مصلحة أميركا أن تخرق حلف أستانة ويتواجه رعاته في ما بينهم، لتعيد كسب حليفها التركي، وتكسب جولة بوجه موسكو التي لعبت الدور الابرز على الساحة السورية في السنتين الماضيتين".

 وعن العلاقة التركية-الاميركية، قال "من المبكر القول إنها عادت الى سابق عهدها، ولكن وضعت على سكتها الصحيحة"، مشيرا الى أن "رغم ذلك لن تتخلى أميركا عن الاكراد لانها بحاجة إليهم في غرب الفرات الذي يشكل خطا أحمر بالنسبة إليها".

وعن موقف روسيا من كل هذه التطورات، قال "روسيا غير راضية. فهامش حركتها أصبح مقيّدا في الميدان وفي المفاوضات السورية على السواء، وذلك على وقع التحرك الاميركي الاخير في المنطقة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o